فريدة أحمد يكتب:
إلى المجلس الانتقالي الجنوبي مع التحية
ليس لزاماً على الانتقالي أن يدافع باستماتة- وعلى طول الخط- عن أخطاء الإمارات أو أي قوى اقليمية ومحلية أخرى, حتى لا يكرّس الاعتقاد لدى البعض من أنه مجرد دائرة تتبع ابوظبي ومجلس فاقد لاستقلالية قراره وإرادته الوطنية, فكلنا خطاؤون وكل منا يجب أن يتحمل خطأه بشجاعة دون أن يحملها الغير أو يستعين بصديق يداري خطأه ويواري سوءته عوضاً عنه, أو يجعل منه ممحاة لأخطائة.!
فهذا المجلس ليس مسئولا عن تصرفات أحد بمن فيهم حلفائه, فهو مسئولا عن تصرفات نفسه فحسب – أو هكذا يجب أن يتعامل مع الأمور.فنقدنا لأي تصرف امارتي أو غير إماراتي لا يعني تخلينا عن الانتقالي كمؤسسة ومظلة سياسية تمثل قطاع واسع من الجنوبيين نتطلع أن يعبر عن قضيتهم بالداخل والخارج وأمام أي استحقاق وتسوية سياسية بالتنسيق والتشاور مع القوى الآخرى بالساحة.فيجب أن نعمل على مبدأ الشراكة وليس التبعية العمياء, نفرق بين الامارات وبين الانتقالي وبين صواب وخطأ وأهداف كل منهما برغم التحالف الوثيق بينهما, إلا إذا أصر الانتقالي أن لا فرق بينهما وأنهما 2×1 وأنه مجرد نسخة مكررة للغير وصدى لصوت آخر, فهذا أمر صادم.
فلا نعلم لماذا يعتبر الانتقالي أن اخطاء حلفائه ستقيد ضده وتسيء له !. ولا نعلم لماذا يحرص على إلجام كل صوت جنوبي يعبر عن قلقه من أي تجاوز خليجي وإماراتي بالذات تجاه القضية الجنوبية. فأن كان الانتقالي يتحرّج من مصارحة الإمارات بكثير من المواقف الخلافية بسبب حساسية المرحلة وحساسية العلاقة بينهما أو حتى بسبب الشعور بالخجل والرهبة منها, فلا ينبغي عليه اخماد الاصوات الأخرى وبالذات التي تأتي من خارجه والتي تعبر عن هذا القلق, بل من الحكمة أن يوعز لمثل هكذا أصوات أن ترتفع بوجه أي تجاوز وتحالفات خليجية تؤثر عليه وعلى القضية الجنوبية عموماً, وهذه الأصوات على كل حال لن تعبر عن موقف الانتقالي إن أراد التنصل منها كما تفعل كثير من القوى والأحزاب, على الرغم أنها أصوات تسنده وتشد من عضده إن كان يعي ذلك.