عادل حمران يكتب:

عدن التي في خاطري !

اشعر بفخر حين اجد المسرحين و الهاربين من مختلف المحافظات يقطنون عدن فهي من قبلت الجميع دون تميز وهي امان الخائفين وأم المساكين فيها يسكن الاصلاحي و الحراكي و المستقل و المؤتمري ويمارسون حقوقهم بكل حرية ، يجد الصحفي حريته في عدن وحتى من ضاقت بهم الارض والديار احتضنتهم عدن ومن كبلوا ارائهم وحرياتهم وكلماتهم سمعتهم عدن والأمثلة عن ذلك كثيرة فقادة الشرعية يسكنون عدن و نشطاء المجتمع المدني وجدوا عدن متنفس لكل مشاريعهم و افكارهم و احلامهم حينما حوصروا في صنعاء و تعز وأماكن عدة.

صحيفة الشارع التي اغلقت اوراقها في صنعاء وسجن مراسلها وصديقه في تعز عاودة نشاطها في عدن وطاقمها يعيش بسلام ويكتب بحرية وكذلك اخبار اليوم رغم سياستها التحريضية وسياستها الخبيثة الا انها مازالت تُمارس نشاطها وتطل علينا كل صباح فقط لانها في عدن ، العاصمة التي تؤمن بحرية التعبير وسنة الاختلاف ويقطنها كل فئات المجتمع.

ذنب عدن الوحيد اعلام قذر صورها بصورة سطحية بشعة ، نقل للناس ملامح لا تشببها أبدا ، رسموا في خيالنا بان محافظة مأرب التي تملك شارع يتيم تم تحويلها الى سنغافورة وأن صنعاء التي لا يستطيع سكانها شتم الحوثي ولو في قلوبهم وطن الامن و الاستقرار ، رغم ان وفود الناشطين ييممون وجوههم نحو عدن بشكل دوري ورغم ذلك فالكثير  منهم يهربون الى عدن يشربون مائها و يستنشقون هوائها و لا يملون من شتمها و تشويه ملامحها الجميلة و تهويل كل سلبياتها دون ان يجدوا من يردعهم فعدن تؤمن بالحرية ولو على حساب كرامتها و سمعتها  .

يكفينا فخرا بان عاصمتنا عدن ملجئ لكل موجوع و وطن كل مشرد وحضن كل يتيم و امل كل يائس من يستطيع ان ينتقد الحوثي في صنعاء او حتى في قنوات العالم ومن يستطيع ان يشتم العرادة و يسكن مأرب او يعترض عن اَي قرار او يكتب بان اساتذة الاخوان تحولوا بين ليلة و ضحاها الى قادة ألوية ، ولكن تعرفون مئات الاقلام الرخيصة تسب و تشتم عدن و قادتها و سلطتها و مقاومتها و يعيشون بسلام بل يلتقطون معهم الصور التذكارية دون خوف او خجل .

عدن التي في خاطري غير التي تسمعون عنها في الاعلام او قنوات الأعداء عدن امان و سلام ومحبة عدن الناس الطيبين الذين يحيون الأمسيات و يعملون الاطباق الخيرية و الحفلات الفنية عدن معاذ الاصبحي وصوته الجميل الذي يزين المسرح عدن يزيد الربيعي و حفلاته الفنية عدن اصيل الأهدل ورقصاته التي تشاركه كل خلايا جسده عدن حامد الخير و منتجع نشوان و خليج الفيل عدن التي نسكنها غير التي يصفها الأعداء بكثير ، لا ننكر بأنها تتعرض لتشوية وان خاصرتها مليئة بالجراح العميقة نتيجة واقع صعب و سياسة خبيثة لكنني نثق جدا بأنها ستنتصر وأننا جميعا سنعيد لعدن مكانتها و جمالها وسنعيش جميعا بعدن التي في خاطري .

#عادل_حمران

1/ديسمبر / 2019م