عادل حمران يكتب:
الا الراتب ياقيادة
بلعيد الجوبعي احد ثوار الجنوب الاوائل انطلق في دروب الثورة السلمية منذ انطلاقتها وانخرط في صفوف المقاومة الجنوبية وكان احد ابطالها، تميز الجوبعي بشموخه و شجاعته و حنكته العسكرية وحصل على المراكز الاولى في دورات الصاعقة وكان رمزا وطنيا لا غنى للثوار عنه وكان من رفاق الشهيد القائد جمال الجوبعي، لم يتاخر بلعيد يوما في شتى المواقف الرجولية منذ اعلان المقاومة الجنوبية بشكل رسمي قبل سنوات و كان كلما ذكر اسم المقاومة يذكر اسمه بجانب زملائه الابطال ابو غسان وابو يونس وسمحان ناشر وكثير من صفوة ابطال المقاومة الاوائل.
شارك ورفاقه في تحرير الضالع وكان احد ابطال اقتحام معسكر الجرباء وسطر ورفاقه اول نصر عسكري افتخر به الوطن باكمله، وبفضل تضحيات الشهداء وصمود الابطال ارتفعت راية النصر خفاقة عاليا وارتفعت معها كل احلام المقاتلين وتنبأ الجميع بواقع افضل وقادم جميل، انتقل بلعيد الى عدن وتم اختياره ضمن قوات العاصفة بعد ان تلقى دورات مكثفة داخل الوطن و خارجه و خاض معهم غمار معارك قاسية و شارك في تطهير العاصمة من الجماعات المتطرفة و الارهابية الا ان كل هذه التضحيات الجسيمة لم تشفع له عند قادة الجيش ورفاق الكفاح.
تعرض لتهميش و اقصاء اجبره على مغادرة المعسكر اضافة الى ضروف نفسية قاهرة لم تمكنه من اكمال مسيرته العسكرية تم حذف اسمه من كشوفات الراتب السعودية ولم ينتهي الامر هنا بل احرموه راتبه اليمني ومنذ قرابة العامين عاد الى منزله يجر اذناب الخيبة والانكسار بعد ان تهشمت احلامه و تناثرت طموحاته امام الثوار الجدد الذين لا هم لهم سوى ترتيب انفسهم و اوضاعهم ومن سواهم يذهب الجحيم.
منذ عامين ورواتب ابو بحر موقفة راتبه السعودي راضي بحذفه و احلال بديلا عنه اما الراتب اليمني فمن العيب ان يهمش الابطال و يقتاتون واسرهم الجوع و العطش امام تخمة كبيرة يعيشها القادة و المحزن بان هناك مئات المفرغين يستلمون رواتب يمني و سعودي وما يداوموا الا ايام استلام الراتب لكن من حسن حضهم بان آبائهم قادة او لهم علاقات جيدة مع القائد او جدتهم رحمة الله عليها تقرب لجدة القائد ومن ليس له و ساطة او علاقة يموت من الجوع و القهر والفقر و الوجع ويبقى ابناء الفقراء فقراء للابد وليس من حقهم الحصول على حقوقهم ولو ريالات زهيدة تتصدق عليهم شرعية الفساد كل جماعة اشهر وثوارنا الميامين اخذوا الجمل بما حمل.