مصطفى النعمان يكتب:
فساد الشرعية والحوثيين وويلات اليمنيين
قال أينشتاين: إن المعتوه هو الذي يكرر نفس الخطوات بنفس المعايير متوقعاً نتائج مختلفة!
الشرعية الرخوة تكرر كل الأخطاء التي تسببت بفرارها من صنعاء، وتعلن عن مصفوفات لتنفيذها، وهي تبرهن أنها فاقدة لروح المسؤولية الأخلاقية ولا تكترث بمعاناة المواطنين الذين تركتهم يواجهون مصائرهم وحدهم.
وللمقارنة.. رئيس وزراء استراليا قطع إجازته وعاد بعد مقتل رجلي إطفاء كانا يكافحان حرائق الغابات المنتشرة.
لم يصدر بياناً، ولم يصدر توجيهات، ولا اتصل بالمحافظ للاطمئنان، ولم يكلف مستشاريه بإعداد مصفوفات.
هنا نقرأ الفوارق الأخلاقية والوطنية مع الشرعية الرخوة التي لا تعطي المواطن أكثر من الكذب والوهم.
وفي صنعاء وقعت حادثتان مؤخرا.. ولا أعني أني أثير موضوعا استثنائيًا لمجمل العبث هناك، لكنهما تعبران عن حالة فاضحة من عدم تقدير أخلاقي لمسؤوليات السلطة.
أنصار الله (الحوثيون) يقولون انهم يمثلون ويديرون دولة، لكنهم في الواقع ابعد ما يكون عن استيعاب وإدراك مفهومها وواجباتها ومسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.. ولا يفهمون انها لا تقوم بالقوة والبطش والاعتقالات وتقييد الحريات الخاصة والعامة!
مسلحون في صنعاء يتبعون تاجرا ضربوا مدرسا حتى الموت داخل المدرسة أمام الطلاب.. ومسلحون يقتحمون محلات تجارية في العاصمة يحرقون ما بداخلها من عبايات بعد ان قرروا أنها تخل بالآداب العامة وغير مناسبة لذوقهم السيئ أصلا، وأصدروا حكما عجيبا بحرقها وتمزيقها!
الحالتان تعبير مزرٍ عن حالة الانفلات الذي لا يهم سلطة صنعاء التي تبرر كل اخطائها بحالة الحرب وان الفاعلين لا ينتمون لها.
قد يكون ذلك صحيحا في حالة مقتل المدرس ولكنه غير صحيح في حالات متكررة لاقتحام الأماكن الخاصة والتعدي على حرمات الناس وتحديد أذواقهم وطريقة لبسهم وأسلوب حياتهم.
الفساد الذي يمارسه من يحتمون بانتمائهم للحوثيين هو باللغة البسيطة عمل مافيات تحميه سلطة فاسدة وشريكة في الجرم كما كان الحال ايام ال كابوني والعصابات المنافسة!
الانفلات الأخلاقي والأمني الحادث في تعز وعدن وصنعاء وغيرها من المدن اليمنية يعني سلطتين منشغلتين بترتيب اوضاع خاصة مكتفيتين بالتعيينات ونهب المال العام وتشتركان في الفشل والعجز والأهم تمتعهما بقرف الناس منهما.
هذه الحرب لم تجلب الا الويلات لليمنيين ومكنت سلطتين فاسدتين من التحكم بأقدار الناس وحاضرهم وتؤسسان لمستقبل كئيب مشوه المعالم.