مصطفى منيغ يكتب:
العراق مَوْقِفٌ على بابِهِ طَرَق
الحُكْمُ حُكْمان ما أََشْبَعَ وما أَجَاعَ، بهما تُقاس نهضة المجتمع بما داخله جَمَع، إن مُجْمَله مع استبداده ضَاع، أو بما تَحَصَّنَ بعدله تمتَّع. الحُكمُ الرَّشيد ظاهرٌ من البداية بقَالَبٍ للإزدهار (بالحكمة والدراية الأكاديمية بفحوى الإمكانات ومَدَى حَجم الحاجيات والتشاور السليم والتخطيط الملائم) صَنع ، أما النقيض فعلامة مسجلة تحت مسؤولياته للخوض في تفاصيل مقوماتها ودوافعها والكيفية التي وصل بها إليها مَنَعَ .
الحُكمُ النزيه المرفوعة عنه الشُّبُهات مِن أي نوع كانت شفافية تصرفاته كتحركاته تؤشر للارتياح ومشاركة الجميع لتقاسم أعباء البناء وفق برامج مدروسة لائقة بالألفية الثالثة من عصر مُدرِكٍ أن الإنسان تطوَّرَ فكره لمعرفة حقوقه المُشيِّد معها واجباته الايجابية وصولاً لقضاء حياته في فضاء مُنَظَّم بالعدل والمساواة والحرية والأمن والاستقرار الحقيقي غير المُصْطَنَع ، أمَّا الحُكم الآتي بأي شعار يُعلنُ الشيءَ ويُضمِرُ عكسه تتخلَّلُه صيحات مُقْنِعَة بمضامين مُقَنّعَة جَوْهَرُها نِقْمة وسطحها نِعْمَة في ظروف تحامَلَت على الشعب صاحب الشأن عوامل لم يسبق لمثلها رأى أو بخطورتها سَمَع، كما حدث في العراق وأمريكا تتركه في مهبِّ رياح عاتية معلِّلَة دِقَّة نجاح اجتياحها الرهيب في اتلاف مصير دولة وإغلاق كل نوافذ الانفلات من قسوة العقاب الذي حكمت به ليظل مُشرداً مُتسوِّلاً أمنه بتبعية عقيمة مُعَرَّض لها بأسلوب له أباليس يتقنون الخوض به وصولاً لهدف اللاَّستقرار متى ظَهَرَ خَيْط التخلُّص من ويلاته مِقَصٌ غادِرٌ لَهُ قَطَعَ .
وكلما مرت الأيام بمن حكموا بتزكية من البيت الأبيض فاسحين المجال لمن تسربوا لترسيخ الأسوأ لاصطياد قاعدة يضعون فوقها رغبتهم في الانفراد بجزء من العراق الجريح بإقامة كماشة في كفتها اليمنى مرجعية تظهر الوفاء لوطن دجلة والفرات لا علاقة لها بالسياسة وفي كفتها اليسرى طوائف تابعة لها في السر والعلن مهتمة بالسياسة متسللة للبرلمان وشغل مناصب حساسة ولَمَّا يصل التوقيت المناسب يتم غلقهما على العراق لتُخْنِق حريته وسيادته على أرضه وللآبد ، وما تلويح رئيس الجمهورية بالاستقالة إلا تأكيد عن بداية انهيار "مكنزمات" تلك الكماشة وإعلان منطلق من "السليمانية" لتقوية وهج نبراس الثورة التي أصبح انتصارها الحل الكفيل بارجاع العراق لأداء مهامه الشرعية ، وفي مقدمتها تحرير نفسه من المرجعيات والكُتل والطوائف والعشائر وكل العناوين المتحكمَّة فيها الاطماع الخارجية ، لقد اتَّخَذَ الرئيس "برهم صالح" القرار الصائب المستمد قوته من قوة ثورة مباركة عازمة على اسقاط نظام التبعية والفساد الفاسد ، انطلاقا من الموقف الحميد المحمود أن الشعب فوق الدستور، وإذا كان المرشح لمنصب رئيس الوزراء (محافظ البصرة) مرفوض بصورة قطعية ليشمل رفض رئيس الجمهورية المنحاز لارادة الثورة ، وبهذا تكون الوضعية قد اتجهت لحل أعمدة نظام لم يعد صالحا إلا بقادة البيت الأبيض وعلى رأسهم ترامب المشغول آنيا بمسألة عزله إن استطاع الديمقراطيون إقناع بعض أعضاء مجلس المستشارين المكون من الجمهوريين كأغلبية بذلك.