عباس البخاتي يكتب:
انا البريءُ المتهم
حَيرتي كحيرة العراق، ذلك الذي أبى الا ان يكونَ اسم ُعلمٍ مذكرٍَ ليقف شامخاً برغم جراحاته بين جوارٍ مؤنث.
وكيف لا أكون كذلك، فأنا القادم من اصلاب حملت معاناته مع مابها من آلام فأنجبتني أرحام العفة في زمنٍ شحَ الرغيف وسادَ المعروفُ لاكونَ لهذا (العريق) انتماءً.
لكنني يا ابت ... رغم وفائي متهم!
رغم اخلاصي لك ومعرفتي بعلاتك الموجعة يتهمني البعض!
لا تَسَلْ عن البعض فهم كثيرون، وهم موزعين بالتساوي على عدد جراحاتك النازفة.
إتخذتُ الصمتَ سبيلاً لأحتج على من لا يعرف علتك ولا سبيل لوصوله الى معرفة اي بلسم يشفيك، فصمتُ صمتَ الحائرين، متخذاً من ساكن الزقاقَ النجفي مثلاً اعلى.
صمتُ في زمن كثر فيه ضجيجُ الثائرين، كي لا يقال لي اين كنت عن هذا؟
ها انا اعيش في ذروة الحيرة لكنني غير وجلٍ مما انا فيه.
حيرتي من كثرة العناوين التي اضحت بضاعة لترهات الصحافة لكنها ملطخة بالدماء.
دماء غُرِرَ ببعضها وأخرى انتحرتْ حين ولوجها هذا المعترك واخرى زكية لانها تبحث عنك ايها الموجود المفقود!
اين انا من كل تلك العناوين ؟
هل انا متظاهر ام منتفض؟
هل أنا ذيل ام متحرر؟
هل انا حشداوي ام ابن لاحدى الماجدات اللاتي طالما امتعت الناظرين بهز خصرها على انغام( هيلا هلا هل هيلا...هذا القائد قائدنا يانور العين )؟
هل انا مضرب عن الدوام؟ .. نعم منذ شهرين لم ار مكان عملي.
هل ان عدم ذهابي يارداتي؟
ام إني مرغم على ذلك؟
لا سبيل الى قول الصراحة حين تسود لغةُ الكواتم!
لهفي عليك ابا الرافدين، اذ إن كل علة من علاتك لها من الضد ما يفوقها قوة ويطعنك بخاصرة اخرى ليرميني في الاتجاه الذي لا يروق لأسياده، وهنا تتجلى الحيرة.
إن كان في الاضراب دعما للمتظاهرين فما ذنب الصغار.؟
وإن كان ذهابي اداء للواجب فما ذنب المتظاهرين؟
وإن دعوتُ الى سلمية التظاهر اتهمني الاخر بمحاباة الحكومة.
وان دعوتُ لحرق ما حولي خرجتُ من ملة الإسلام وما انا بفاعلها. لأني أعرف من أنا...
وصفني احدهم بذيل سعودي حين قلت ابعدوا الحشد عن ادران السياسة!
ورد علي اخر ب(ها ذيل سليماني) بعد ان عبرت عن اعتزازي بيوم انتصار الفتوى!
هذا هو حال الاغلبية الصامتة
فإلى أين نحن ذاهبون في وسط هذه المعمعة؟