سعيد عبدالله بكران يكتب:
ماذا حقق الدعم الإيراني لفلسطين؟
الدعم الذي قدمته إيران لحماس الإخوانية والذي تقول حماس إنه كبير وعليه يستحق المجرم قاسم سليماني الرثاء ولقب شهيد، ما هي ثمراته على فلسطين، لا بل ما هي ثماره على غزة وهي جزء صغير من فلسطين؟
ثمراته أنه حرر غزة من حركة فتح الفلسطينية ومكن حماس غزة التي كانت نظرياً محررة من الجيش الإسرائيلي.
غير هذه الثمرة في تمكين حماس من فتح ماذا حقق الدعم الإيراني لفلسطين؟
حول غزة لورقة من أوراق المصالح الإيرانية وعزلها عن محيطها العربي.
حول غزة لمشكلة أمنية لمصر والجيش المصري، قسم ما بقي من فلسطين وعزل غزة عن الضفة الغربية، وشتت وحدة الصف الفلسطيني.
كما ضرب هذا الدعم التضامن الشعبي العربي مع فلسطين وأصبحت قضية فلسطين وما تتعرض له غزة من اعتداءات إسرائيلية خبرا لا يحرك مشاعر الشعوب العربية التي سحقها المشروع الإيراني وأشعل النيران في مدنها وقراها وسفك الدماء العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهدد أمن مصر والخليج العربي.
هل حررت حماس بالدعم الإيراني الكبير شبرا واحدا جديدا من أرض فلسطين؟ لا. وهل عاد لاجئ فلسطيني واحد من فلسطينيي 67 فضلاً عن فلسطينيي 48؟..لا.
وهل أضعف إسرائيل عسكرياً أو اقتصادياً أو أمنياً؟
يقول الواقع: لا، بل على العكس عاشت إسرائيل أفضل سنواتها أمنياً واقتصادياً منذ أصبحت إيران الداعم الأساسي لحماس.
هل حمى قطاع غزة نفسه من هجمات إسرائيل المتكررة وحملاتها الجوية؟ هل رفع الحصار عن غزة؟
وعلى فرض أنه حقق لفلسطين حماس منجزات، ماذا عن خسائر الشعوب والدول العربية من غطاء دعم فلسطين الذي وفرته جماعة من الأمة لإيران لتفعل ما تشاء في الأوطان العربية باسم فلسطين وتسقط عواصم وتسفك الدماء؟
في نظر حماس والإخوان طز بالعرب شعوباً وأوطاناً ودماءً وقدرات، المهم فقط حكم الجماعة لمدينة واحدة من فلسطين تحت الحصار وتحت القبضة الإسرائيلية براً وبحراً وجواً.
الشعوب العربية التي اكتوت بنار إيران وأذرعها وبإجرام سليماني فرحت بهلاكه وعملياً وفق منطق حماس الإخوانية، هذا الفرح يخدم إسرائيل وهذه الشعوب عميلة ومتصهينة وتستحق الموت الإيراني باسم فلسطين التي اختطفت قضيتها الجماعة وباعتها لإيران لتجتاح دول العرب التي ضحت بالدماء وبكل غال من أجل فلسطين قبل مجيئ خميني للحكم وبعده.
الدعم الإيراني للإخوان في غزة ألحق دماراً وأشعل حروباً في حاضنة فلسطين العربية ولم تتأثر إسرائيل بل استفادت.
أصبح العرب يقارنون خسائرهم في حروبهم مع إسرائيل، بخسائرهم الفادحة والوجودية من حروب إيران عبر أذرعها الطائفية في أوطانهم.
ولولا المحلل الإخواني للدمار الإيراني لما وجد عربي واحد يطلب من إيران دعماً أو تدخلاً ولا حتى تعاطفا كاذبا باسم القدس.