سعيد عبدالله بكران يكتب:

إيران.. مأزق الرد على ضربة واشنطن

قائد الحرس الثوري الإيراني قال إن أمريكا بعثت لطهران رسالة تقول:

ما عندنا مشكلة تنتقموا لمقتل سليماني بس لو سمحتم اختاروا رد مناسب عند الله وعندكم..!

إيران تبذل جهدا إعلاميا كبيرا لترميم صورتها القوية والمقتدرة التي لا تقهر، هذه الصورة بناها قاسم سليماني وفريقة على مدى أكثر من عشرين عاما وانكسرت بمقتله.

مأزق الرد الإيراني يتعلق بالصورة الأسطورية للقدرات الإيرانية على الوصول لأي هدف، والإعلانات الإيرانية المتكررة على جهوزية طهران لتدمير القوات الأمريكية وإخراجها من المنطقة، وكذا القدرة على تدمير إسرائيل في ساعات.

ذهبت عملية استهداف سليماني ومن معه لقمة تلك الصورة لأعلى رأس فيها والذي لا يأتي قبله إلا رأس النظام في طهران المرشد خامنئي ذاته... ومن أمريكا بشكل معلن واستعراضي مهين ومدمر.

أي رد لا يذهب باتجاه الأمريكان وقواعدهم ومصالحهم المباشرة لن يفيد في استعادة التوازن المعنوي والنفسي لأساطير القوة الإيرانية.

تحتاج طهران للقيام بضربة قوية توجهها عبر قواتها المسلحة أو حتى عبر أذرعها في المنطقة لكن للأمريكان مباشرة.

أما توجيه ضربات منها مباشرة أو عبر أذرعها الميليشاويه لدول المنطقة المتحالفة مع أمريكا فلن يكون حدثا ذا قيمة يعيد لطهران الجريحة والمكسورة في كبرياء أساطير القوة.

عدا أن فعلاً كهذا فاقد لأهميتة الاستراتيجية بسبب أن الأذرع الإيرانية في المنطقة مارسته مسبقاً واستهلكته.

سيكون أيضا تصرفاً يجلب لإيران مزيداً من الضرر والتحشد الدولي ضدها باستهدافها دولاً ليست هي من نفذ عملية سليماني ولم تعتد عليها ولا على العراق.. حيث نفذت أمريكا العملية وهي موجودة فيه بقواعدها وقواتها..

النفخ في القدرات الإيرانية قبل العملية هو المأزق، إذ أصبح الآن من الواجب على تلك القدرات الرد وحماية نفسها بعد الرد..

والغريب أنهم ضربوا صواريخ كاتيوشا فجر الأحد على محيط السفارة الأمريكية ببغداد، وأحد المعسكرات التي يتمركز بها جنود أمريكيون.. فأصابوا ثمانية عراقيين منهم ثلاثة جنود عراقيين والخمسة الآخرين مدنيين عراقيين... بينما لم يصب أي أمريكي عدا الانزعاج من صوت الكاتيوشا..

قد المعسكر الأمريكي والسفارة أمامهم، في حين تذهب الصواريخ لتقتل عراقيا مارا بالطريق أو واقفا بنقطة تفتيش!

عندنا نفس الشيء يرفع الانقلابيون الحوثيون حاليا شعار (الموت لأمريكا) فيما هم يكثفون القصف على الضالع والتحيتا.!