د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

إيران وأمريكا !!

هناك قصص ومأثورات .شعبية متداولة لدى الشعوب العربية تحاكي الذاكرة الجمعية خاصة عندما يجمح الخيال ببعض الشخصيات المريضة والمسكونة بالعنتريات التي تخرجها عن الواقع ،وهذا ينطبق على بعض الدول المارقة كإيران مثلا التي تحاول تغطية عجزها باستدعاء التاريخ الغابر والأساطير الفارسية القديمة الرعناء لتقدم نفسها للآخرين في صورة الليث الساساني الذي لا يخاف ولا يقهر وهو في حقيقة الأمر لا يعدو عن كونه اليوم مجرد ثعلب مخادع يلتحف جلد أسد غظنفر بلا مخالب!!
و لشعبنا في الجنوب في هذا المجال الكثير من الحكم والقصص السردية المتداولة في شتى مجالات الحياة التي يتداولها العامة ويسقطونها على ما يشاهدونه في حياتهم من تصرفات سلبية ، حتى لقد أشتهر البعض من حكماء الجنوب بتأليف العديد من الحكايات التي تطابق وتعالج مشاكلهم وأزماتهم ،ومن أشهر أولئك الرجال الحكماء في عصرهم الشيخ فريد بن محمد الصريمه ، والشيخ محمد بن أحمد الخليفي ،والشيخ علي بن أحمد السليماني وغيرهم !!
ومن تلك القصص : أن قبيلة بدوية كانت تعيش في البادية وتكسب رزقها من رعي الأغنام ،ومضارب تلك القبيلة تقع على طريق المسافرين ، ويقصدونها للاستراحة وتبادل البيع والشراء معهم !!
ويعيش في مضارب تلك القبيلة شيخ أعمى يدعى" عبيد " أشتهر بالرعونة والحمق وعندما ينعقد مجلس القبيلة للسمر والحديث يتصدر ذلك الأعمى صدر المكان ويحاذر منه كل فرد في القبيلة لأنه يحير بشكل فجائي إذا لامس يده أو جسمه أحد حتى بشكل عرضي غير مقصود ، ويضرب من يلمسه بيده أو عصاه لذلك لا يقترب منه أحد في المجلس لهذا السبب ولم يسلم من قبيلته شخص إلا نالته صفعة أو ضربة بعصاه ..وتعودوا أن ينصحوه كل مرة من تصرفاته الحمقى تلك وتحملوه بسبب عاهته تلك ، ولكن دون جدوى وكلما لطم فرد من القبيلة يقول له الملطوم : ( بربك يا عبيد من غيري ) أي ما معناه الويل لك من غيري !! ..ولكن الأعمى لم يغير من طباعه تلك !!
وفي ليلة من الليالي وفد على القبيلة أحد المسافرين وحل ضيفا عليهم وتكريما له أجلسوه في صدر المكان بجوار الأعمى !!
وحيث أن الرجل غريب لا يعرف طباع ذلك الأعمى وبينما كان يتكلم ويشارك في الحديث كان يتحرك في المجلس بصورة عادية وكان الوقت شتاء والموقد قريب منه مليء بأعواد الحطب الكبيرة الملتهبة ..إذ تحرك بجسمه ولامس الأعمى دون قصد وعلى الفور "حار " الأعمى كعادته "واهترى "أنا فلان أبن فلان وووو...ولطم الضيف في وجهه كعادته ،وعلى الفور سحب الضيف عود ضخم من الخشب الملتهب بالنار وضرب به الأعمى حتى طار الشرر من رأسه وسط ذهول الحاضرين ، أما عبيد فقد تجمد مكانه وأخذ يتحسس رأسه المصاب !‍!
ومنذ تلك الليلة لم يعد عبيد يهتري وبطل تلك العادة منذ ضربه الغريب على رأسه
وقال له أصحابه : ( صدق من قال ما يسمي بالرحمن إلا من دخل الغدراء )!!
وأحببت أن أسقط هذه الواقعة على إيران وأمريكا ..حيث أن إيران تشبه ذلك الشيخ الأعمى الذي أزعج جيرانه وأهله وكان كل ليلة يلطم واحد حتى جاءه ذلك الغريب وأطفأ الكترة في رأسه ...والآن سمى بالرحمن وهجد مكانه !!
وعندما قام أدوات إيران بمهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد وحاصروها ، قام ترامب بقتل ثاني رجل في إيران ، فماذا فعلت إيران ؟؟!!
كلما قامت به هو مسرحية هزلية عندما أطلقت 13 صاروخا على قاعدتين أمريكيتين في العراق ولم تخلف أي إصابات تذكر ، وإيران تعلم أن ترامب يختلف عن غيره من الرؤساء الأمريكيين وسيضربها لا محالة وهي تعي ذلك وتدركه !!
مشكلة إيران، أنها تنطلق في تعاملها مع دول الجوار من رؤية طائفية، وليست من مفهوم الدولة. تزرع حركات وأحزابًا وخلايا في دول الجوار من أجل خلق نفوذ لها في تلك المناطق. إثارة القلاقل وزعزعة الأمن وإثارة الفتن وامتهان التدخل في شؤون الغير من خلال دعمها السياسي والمادي والعسكري لحلفائها ومناصريها في تلك الدول لينفذوا أجندتها؛ ولذا تستخدمهم في عملياتها الإرهابية متى ما أرادت. من ينادي بالحوار مع إيران نقول له إن إيران جزء من المشكلة، وأصبحت طرفًا أصيلاً في الفوضى في ملفات المنطقة، ولا تريد السلام، ولا تبحث عن مفاوضات، ومصرة على المكابرة، فكيف تطرح رأيها في نزاعات وخلافات ما كان لها أن تكون بهذا العنف لولا تدخلها المباشر فيها؟!!
وأخبرا هل يعي أعمى الحي أن عنترياته لن تمر بسلام على ترامب ؟؟
وهل سمى الأعمى بالرحمن أم يحتاج كترة أخرى ليتطاير الشرر من رأسه ؟!!
د. علوي عمر بن فريد