سعيد عبدالله بكران يكتب:
نكبة السويد وأوهام الإخوان للاستئثار بالأوطان
في مفاوضات استكهولم بالسويد كان يفترض أن يتشكل الوفد المفاوض من جهة الشرعية من الميدان من القادة العسكريين في الميدان من قادة العمالقة والمقاومة الوطنية.
رجال الميدان هم أصحاب الحدث وهم صانعو الانتصار الذي وصل لداخل مدينة الحديدة.
كان يفترض أن يغطيهم هادي بالشرعية ويقول للعالم: هؤلاء هم من يجب أن تتفاوضوا معهم، هم شرعية المعركة وشرعية وقفها او استمرارها..
لكن نوايا وأطماع الجماعة قالت: يتشكل الوفد من أشخاص تابعين لقطر علاقتهم بالميدان ليست فقط مقطوعة بل يرون في الأطراف التي حققت النصر بالساحل عدواً لهم ولقطر التي يعملون من أجلها..!!
السلفيون العفاشيون والإماراتيون والانتقاليون قاتلوا في الساحل وضحوا، وفاوضت عنهم قطر بعسكر زعيل ومحمد العامري والحضرمي ورجال ناصر عبدربه..!
قبل الوصول للسويد كانت قطر تضغط بكل ما لديها من أدوات دولية إعلامياً وحقوقياً وسياسياً لوقف الحرب وإحلال السلام، مستخدمة أخبار المجاعة وأخطاء الطيران، ثم جاءت قضية خاشقجي وحولتها قطر لرافعة ضغط على السعوديين رهيبة.
اليوم لا يجب أن تقبل جبهة الساحل أن تقاتل فقط دون أن تكون صاحبة الحق الحصري في أي تفاوض، لا يجب أن تقبل دور المستخدم من خصمها الذي يدعم الآن العدو في نهم الذي تقاتله في الساحل..
من يقاتل هو من يجب أن يفاوض ويتصل به العالم، ومن يتآمر على المقاتلين من الفنادق والسفارات يذهب لمزبلة التاريخ..
وعلى الإخوان المسلمين أن يراجعوا أنفسهم، بعد أن سدوا آذانهم طيلة هذه السنوات منذ العام 2011 وأضاعهم جنون الأمل في الوصول المطلق للسلطة.
راجعوا أنفسكم، راجعوا دينكم، لقد سلط الله عليكم ذلاً بعد ذل،وهزيمة بعد أخرى، ولن يرفع عنكم الهوان إلا إن عدتم عن غي السلطة وأوهام الاستئثار بالأوطان..
أنتم مش تعملون دروس بين مغرب وعشاء؟ إيش تقرأوا فيها؟
أما مر عليكم بين مغرب وعشاء قوله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ)؟
الهزائم والانتكاسات هي المصائب ومن عند أنفسكم هي الأخطاء الذاتية..
راجعوا أنفسكم اليوم نحن في 2020 وقد سقطت أوهام 2011، لقد مرت عشر سنوات تغير كل شيء، وأنتم كما أنتم تظنون الزمن عضوا مبايعا في التنظيم لا يتغير ولا يتمرد.
غيروا نهج الاستئثار وشيطنة المختلفين، غادروا مربع التخوين والتكفير وفكوا روابطكم مع قوى الفساد والطغيان.
الشرعية ليست لكم وحدكم، الحرب ليست ملككم، والسلم أيضاً.
سيطرتم على الشرعية من مكتب هادي إلى صناديق النظافة والتحسين في المدن، فماذا كانت النتيجة؟
خلقتم الأعداء، ومزقتم الصفوف، وقدمتم الخدمات العظيمة لعدو الجميع ذراع إيران التي تهدد دول المنطقة كلها، وتتوعدها وليس فقط الشمال والجنوب في اليمن.. المعركة كبرى والخطر شامل وأنتم مصرون على خوضها بعقل وروح ونظر الجماعة الضيق الغبي المليئ بالأحقاد.. أحقاد الماضي والحاضر.
أعيدوا قراءة علاقتكم بكل من يرى الحوثي عدواً وهو ليس منكم ولا يقبل مشروعكم أيضاً..
إن الاستمرار على نهج العشر السنوات الماضية والإصرار عليه والتهرب من مسؤولية المراجعة سيجلب لكم المزيد من الهوان والانتكاسات ولن تستطيعوا أبدا منع الهزائم.
الهزيمة الحقيقية هي من عند أنفسكم، وقت الحروب كل منتصر انتصر فيها لأنه أخذ بأسباب النصر، وأنتم غركم وضللكم من قال لكم إن الشرعية الدولية هي كل شيء وطريق النصر الوحيد، فبذلتم كل جهدكم للسيطرة عليها وصبغتم كل تشكيلاتكم بالشرعية وارتبطتم بالمنظمات الدولية سراً وجهراً ليلاً ونهاراً وهللتم للبند السابع والتدخل الدولي..
وها هي هذه الأكاذيب تحطمها جماعة متمردة لا تملك الشرعية كما تقولون..
راجعوا أنفسكم، قللوا العداوات في الداخل، ذلكم هو أول أسباب النصر وليس الاعتماد على الخارج.
أعيدوا حساباتكم، لن تنتصروا على كل الناس، لن تهزموا الجميع دفعة واحدة، الجنوب والساحل وآل عفاش والسلفيين والإمارات والحوثيين وإيران وأحيانا السعودية والشرق والغرب..
قبل فوات الأوان.. قولوا هو من عند أنفسنا.