سعيد عبدالله بكران يكتب:
فشل أدوات الآلية السعودية في اليمن
منذ اللحظات الأولى للاجتياحات الحوثية للمناطق، من الذي قاوم ومن الذي سلّم؟
سلمت كل المناطق العسكرية، سلمت المجتمعات التي كانت تتموضع فيها لغرض حمايتها.
سلمت كل المناطق العسكرية الشرعية للحوثي أو للقاعدة عند أول ضغط جاد، سلمت الأسلحة والمناطق بسكانها، وسلمت نفسها أو قلبت ولاءها.
كل المناطق العسكرية سلمت: الثانية في المكلا والرابعة في عدن وألوية الضالع.. والشمالية الغربية في الشمال وفي الحديدة..
من الذي قاوم الاجتياح الحوثي والتسليم العسكري الشرعي؟
قاوم الناس دفاعاً عن مناطقهم، عن قبائلهم، قاوم الجنوب دفاعاً عن قضيته، عن وجوده.
وأثمرت المساندة العربية للمجتمعات المحلية نصراً في الجنوب وصموداً في مأرب.
وبعد النصر عاد رجال المناطق العسكرية ذاتها التي سلمت وهربت وباعت وانبطحت وبكل الصفات والسلوك والترتيب، عادوا يقولون للإرادات المحلية والقبلية والمناطقية والجنوبية: انتم تطلعوا برع، نحن الدولة، نحن الشرعية، نحن السلطة!
وللتحالف أيضاً الذي ساند المناطق ومجتمعاتها قالوا: أنت أيضاً تطلع برع، انت احتلال، ونحن السيادة يوم هربنا وبعنا، ونحن السيادة يوم عدنا.!!
ماذا يحدث اليوم؟
المناطق العسكرية ذاتها تقوم بنفس الدور الأول وتسلم، ثم تدعو المجتمعات المحلية والقبائل ذاتها التي قالت لها بعد النصر الأول: أنتم مش الدولة.. تدعوهم الآن للقيام بواجب نصرة المناطق العسكرية.!
لذلك فإن السعودية بحاجة لتغيير كل شيء يخصها في اليمن، بحاجة للتغيير الشامل والجذري من طرفها، بما في ذلك أدواتها المكلفة بالاتصال والتعامل مع الملف في اليمن: السفير السعودي وآلية عمل السفير السعودي في اليمن، واللجنة الخاصة وارتباطات اللجنة الخاصة وآلياتها،
والإعلام السعودي الذي يتعامل مع القضية اليمنية.
إنها (السعودية) بحاجة لتغيير المنهجية والأشخاص وليس الأشخاص فقط، بحاجة لتغيير حقيقي لتعريف الشرعية في اليمن وطريقة التعامل معها.
لقد فشلت كل تلك الأطر في التعامل مع ملف اليمن وأصبحت جزءاً من المشكلة بل المشكلة كلها.
هادي وعلي محسن والمقدشي وكل الأسماء الشرعية، هم أدوات الآلية السعودية الفاشلة وشخوصها وطريقة عملها هذه.. هي الحقيقة.