يوسف الحزيبي يكتب:

الحوار الجنوبي سيد المرحلة الراهنة لصناعة القرار !

ليس من باب التعقيب ... او محاولة لإعطاء الردود السياسية او غيرها؛ ولكننا نحن جميعاً من نمتلك القلم كمثقفين وأهل علم وبلاغة وككتاب وإعلاميين... ونشطاء وأصحاب رأي وطني مهني نتفهم مايجري اليوم وما تطرح من تصريحات هنا وهناك لكننا لا يمكن أن نتفهم مضامينها بصورة كاملة ... مغزاها ... وما ترمي اليه ... لإننا بمرحلة انتقالية ما بين مرحلة صراع وتحديات وفي دوامة إنقسام وبداية مرحلة الخروج من هذه الدوامة المظلمة والإنقسام والإنفراد الأسود الحاصل اليوم من قبل من يسمون انفسهم رجال الوطن وانقسموا من بين صف شعبهم ليقفوا في صف الأعداء بسلاحهم ضد شعبهم وضد ابناؤهم واخوانهم... بداية خروج من هذا النفق المظلم الذي عصف بنا اليوم.. وكأن سلاح العدو لديهم أقدس من الإنسان.." أقدس من الوطن.. أقدس من اللحمة والألفة.." فالسلاح يستمد قوته ممن يحمله ... ويؤمن به ... السلاح يقوى بأهدافه التي استشهد من اجلها عشرات الآلاف من أبناء ثورتنا ومقاومتنا الباسلة وليس من هؤلاء القوادون ممن باعوا شرفهم ومكانتهم ووطنهم ووقفوا بصف العدو ليحملوا سلاحه نحو شعبهم وعلى اخوتهم..!

لهذا إن التأكيد الوطني الراجح والذي يحكم الجميع منا دون استثناء ... والذي لا يدع مجالا للشك أن كافة القضايا والإخلالات على واقع الساحة الجنوبية اليوم لن تحتل إلا على طاولة الحوار الجنوبي الجنوبي الجنوبي الذي به تتوحد كافة القوى الثورية الجنوبية والتي ستخضع لآليات القرار الجنوبي الموحد بما يخدم الشعب الجنوبي ومستقبل قضيته ودولته وحقوقه وخياراته المقاومة وبكافة الوسائل " وحتى السياسية التفاوضية هنا وهناك...!

وليس لدينا شيئاً اليوم هناك ما يمكن ان يكون فوق الحوار الذي نحتاجه بهذه المرحلة والذي يسعى به المجلس الانتقالي الجنوبي واليات اتخاذ القرار الجنوبي الجنوبي الموحد وإلا فإننا نكون قد قسمنا مشروعنا الوطني الجنوبي وقضاياه المهمة بما فيها إستعادة الدولة وحق تقرير المصير كما وضعنا طوقاً حول تلك القضية او تلك ... او منعنا أنفسنا من الحديث وتناول تفاصيلها وأبعادها .."

أي أننا بذلك قد قسمنا أنفسنا بأكثر مما نحن عليه من انفراد وجعلنا لكل منا اختصاص وقواعد واليات عمل" وهذا لا يمكن ان يستوعب" او يقبل في ظل دوافع وطنية" ومنطلقات جنوبية ننادي بها ... ونسعى لتحقيقها ... ونؤكد عليها..؛

الحوار الجنوبي الجنوبي والبحث بحلول تفصيلية لكافة القضايا التي تتعلق اليوم بشأن واقعنا الجنوبي في ظل تحديات كثيرة تواجهنا وتواجه عرقلة مسيرنا النضالي الوطني في بناء واستعادة الدولة لا يعني العبث ...! ولا يعني التهاون .." التخاذل ... أو التراجع...! بل يعني الوفاء بدماء وتضحيات شهدائنا الذين سقطوا من اجلنا ومن اجل ان نمضي قدماً على دربهم" وروح المسؤولية الوطنية والتاريخية إزاء كافة قضاينا الراهنة اليوم على واقع ساحتنا الجنوبية والتي يجب أن تكون مطروحة ويتم اتخاذ القرار الجنوبي الحاسم الموحد بشأنها.

فالجنوب والتمسك بمشروعه وحقوق اسرانا بعودتهم وجرحانا بعلاجهم وشهدائنا بحقهم ودولة الجنوب والسيادة التي ننشدها وحرية الشعب وكرامته اغلى وأقدس من كل ما يمكن ان يقال ..،
لأننا يجب ان نحترم إنسانيتنا ووطنيتنا ... كرامتنا وتاريخ نضالنا الجنوبي الممتد منذ عقود ... من خلال الكلمة والتظاهرات ورفع الصوت ... والبيان والفداء ... وحتى رفع السلاح المقاوم وما سقط عبر هذه المسيرة الجنوبية النضاليه الطويلة من شهداء وجرحى وأسرى...
لا يمكن اختزال التاريخ ... كما لا يمكن الرجوع الى الماضي اختزال وتقسيم أدوات نضالنا بالتمسك بالشعارات الواهمة والمشاريع الضعيفة التي ليس لها معنى ولا صدى على ارض الوطن غير الشعارات وبيانات الوهم والإنتقاد..." وكأن كلاً منا يمتلك أدواته ووسائله ... بينما الحقيقة ان كافة وسائلنا وخياراتنا هي ملك شعبنا الجنوبي العظيم ... الذي دفع ولا زال يدفع فاتورة النضال والمقاومة ... كما فاتورة التفاوض... من أبناءه ودماء أجياله وممتلكاته...؛

اليوم شعبنا فوض من يقوده وأمنه كافة مطالبه وحقوقه المشروعة حتى ان تكفل من فوضه شعبنا بكل شيئ عسكرياً وسياسياً واجتماعياً إلى ان وصل صوتنا إلى العالم اجمع ووصلنا إلى مرحلة مفصلية والتي يتوجب عاى الجميع اليوم ان يقفوا بجدية وعلى روح الوطن الواحد لصناعة القرار وإتخاذه ...،

فالوطن اكبر من الجميع ... وقضاياه بالأخير سيتوجب طرحها على طاولة الحوار... لإخاذ ما يلزم من قرارات وطنية توافقية جامعه تنسجم مع مصلحتنا الواحدة في سبيل البناء وإستعادة الدولة...؛ ويمكن من خلالها ان نواجه تحدياتنا التي تتعاظم وتكبر في ظل جدل متطاول ... ومناكفة سياسية ... يحاول البعض منها ان يؤكد على قوة وجوده من خلال خيار دون آخر...!

إن كافة الخيارات والوسائل النضالية التي انطلقة بها مسيرتنا الجنوبية منذُ صيف حرب ٩٤ إلى اليوم هي للشعب والوطن وليس لأشخاص يتمسكوا بشعارات قديمة وكأن الوطن والشعب خلقا من رحمها...!!

لم يعد هناك مجالاً اليوم للاستحواذ تحت مسمى القضية الجنوبية والوطنية والنضال ... أو التفرد بأي قرار ... وحتى بأي وسيلة نضالية... مهما كانت قدسيتها واحترامنا لها...!
لإن الشعب فوض امام العالم اجمع واجتمع في ساحة واحدة ولا يتنكر ذلك إلا جاحداً ومن بخاصيته بيع الوهم وشعار المصلحة الشخصية،

عليكم ان تدركوا جميعاً يا من تنفردون اليوم من قرار الشعب أن الوطن والشعب أكبر وأقدس من كل ما يمكن الحديث عنه ... حول تفاصيل هنا وهناك ...!!

وحول خيارات او مكاسب حزبية يحاول البعض الاجتهاد عليها ... وحتى الصراع من اجلها..!!

لقد أثبتت التجربة ليس بالنسبة لنا نحن ابناء الجنوب وحدنا ... ولكن بالنسبة لشعوب كثيرة خاضت نضالها ومسيرة تحررها وفق آليات وطنية ... ووسائل نضالية ... لم تكن محل خلاف ؛ بل كانت موضع تأكيد من خلال قرارها وحوارها وتفاوضها حتى مع أعداءها والمحتل لأرضها...!

نحن لسنا خارج التاريخ كما نحن لسنا خارج التجربة الثورية العالمية ومجمل معارك التحرر ...؛ والتي أوصلت كافة البلاد والشعوب الى حريتها واستقلالها وحتى تقدمها وازدهارها ونمو اقتصادها..!!

يجب ان نقرأ واقعنا الحنوبي اليوم بأدق تفاصيله وعمومياته وبأحاديث كل منا ومن داخلنا..؛ وليس عبر الشاشات والمؤتمرات والتصريحات ... ومحاولة دغدغة العواطف؛ وتفريخ الشعب والإنفراد والانانية وإسكات صوت العقل ! تحت ذرائع ومبررات وتخوفات وتزييفات حقائقية لامكان لها ضد قيادة الشعب المفوضة الممثلة ب( المجلس الانتقالي الجنوبي) ...! وكأن كلاً منا يحاول أن يضفي وطنيته على تصريحاته ... وان يبهت من كلام غيره" وكأن الوطن ملكا لهذا او ذاك .

نخطئ كثيرا ولا زلنا نخطئ ؛ ولا نتعلم الدروس والعبر؛ ولا نستنتج ونستخلص من تجربة مريرة رغم التفويض الذي تجدر به شعبنا إلا انها لا زالت قائمة ومتفشية باستمرار خلق الذرائع ضد القيادة المفوضة" ووضع العراقيل وتضخيم القضايا ومحاولة عدم الاقتراب منها وكأنها الممنوعة على البعض والمسموحة للبعض الآخر...!

فالوطن ملك للجميع ... والقرار الوطني الجنوبي ملكاً للشعب الجنوبي بكافة اماكن تواجده ... والشعب بكافة فئاته وشرائحه هو صاحب القرار الأول والأخير ... والملزم للجميع .