مصطفى النعمان يكتب:

اليمن.. سلام الشجعان ضرورة وطنية

الصراعات ليست حدثاً استثنائياً في تاريخ اليمنيين وكانت غالباً تنتهي بحروب ثم بمصالحات تدوم لفترة تطول أو تقصر حسب قدرة القيادات على تجاوز الأحقاد التي تلحق بنفسيات المتحاربين وبالدماء التي تخلفها والدمار الذي تحدثه.

الحرب الدائرة اليوم لم تكن شأناً يمنياً داخلياً خالصاً وحسب العادة حظيت بدعم من دول الإقليم التي أقلقتها تحركات الحوثيين وارتباطاتهم المعلنة بإيران، وخصوصاً بعد استيلائهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.

منذ 26 مارس 2015 لم يعد للدولة اليمنية أي تأثير على مجريات الحرب، ولم تكن مشاركة في التخطيط والتنفيذ، وظلت على هامش الأحداث عدا سيل تعيينات وعزل وزراء وتسمية سفراء وعبث بما كان متيسراً من المال العام.

هذه الشرعية القائمة لم تكن قادرة على تحمل عبء إدارة البلد، لأنها فرت من الساحة وسلمت كل أمورها إلى قيادة التحالف العربي واستكانت إلى الكسل والسفريات واقتناص كل مورد يصل إليها.

لم تكن قيادة التحالف يوما مقتنعة بهذه الشرعية ولكنها كانت مضطرة لمراعاتها لأسباب تتعلق بمشروعية الحرب واستمرارها حتى يتم التوصل إلى تفاهمات لا علاقة لها بالرئيس هادي ولا حكوماته المتعاقبة وإنما بقضايا لا يشارك في مناقشتها ولا يعرف تفاصيلها.

إن أي حديث عن انتصارات عسكرية ليس أكثر من وهم كاذب وتدليس للواقع وتعميق لتزييف الوعي ولا يمكن أن يكون حلًا مستدامًا!

فهل يستيقظ اليمنيون الحالمون بالأمن والاستقرار والعيش الكريم للأخذ بزمام المبادرة والانطلاق نحو سلام يتساوى فيه الجميع في ظل دستور متفق عليه ودون لجوء إلى السلاح للاستقواء على المستضعفين ولا كحل للخلافات.

* *

كتبت عن اتفاق الرياض:

4 نوفمبر: (اول اتفاق في التاريخ بين طرفين لم يلتقيا على طاولة واحدة لمناقشة بنوده).

13 نوفمبر: (الذين يتوقعون أن ينجز هذا الاتفاق معجزة فعليهم انتظار غودو!)

16 نوفمبر: (قد يعود رئيس الحكومة وبعض من وزرائه لكنهم حتما لن يتمكنوا من تقديم شيء مفيد لضخامة المطلوب وضحالة القدرات.)

18 نوفمبر: (وقد يتم تشكيل حكومة جديدة، وقد تستقر الأوضاع في عدن نسبيا... لكن ما غفل عنه الاتفاق هي عوامل الانفجار الأكبر التي لم يتم التطرق اليها!

سياسة الترحيل تصلح في خلافات شخصية ولكن الأوطان لا يمكن بناؤها بالتزمين المخل بالوقائع على الأرض.)

1 ديسمبر 2019: (المحزن أن هناك من ما زال يصر على متابعة زراعة الاوهام والترويج لها.. الحكاية ليست تفاؤلا ولا تشاؤما وانما مواجهة حقائق وواقع ملامح مستقبله شديدة القتامة بسبب من اضاعوا الوطن وكرامته اما كرامتهم فقد القوا بها في حساباتهم البنكية.)

1 يناير 2020: (لا شيء يتغير في اليمن... قدرة هائلة على القفز من معسكر إلى آخر، ومن لغة الاتهامات إلى لغة الإخوة، ومن مفردات التخوين إلى مفردات منح أوسمة الوطنية، ومن إنكار الخصوم إلى احتضانهم.)

* * *

‏انعقد مجلس نواب المهجر في 13 أبريل 2019 في جلسة مشكوك في دستوريتها، وكان انعقاداً يتيما لا يهم من تبقى من الناخبين على قيد الحياة.

بعدها دخل المجلس في حالة خمول عدا بيانات لا تهم المواطنين ورحلات لم تتوقف للمحظوظين من أعضائه.

كيف لمجلسي صنعاء أو المهجر ادعاء تمثيل الأمة!

‏عوضاً عن زيارات اللاجئين في جيبوتي والأردن ومصر والصومال والجنود في جبهات القتال والبحث في معاناة الناس، فضل نواب المهجر استعادة الدولة برحلات ببدلات سفر مجزية.!!

هؤلاء يزعقون أنهم يعملون للحفاظ على سيادة البلاد لكنهم لا يمتنعون عن استلام تمويل خارجي لرحلات ترفيهية.!