عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):
العلاقة المشوهة باليمن !!
الحق بهم والحقيقة معهم لا غير ، إن نطقوا أصابوا ، وإن عارضوا صدقوا ، يجب أن تكن نسخة منهم وإلا أنت مشبوه ، وحولك ألف علامة استفهام، وألف علامة حمراء ، الاشتراك في الجغرافية والتاريخ والهوية الوطنية والنضال الثوري ، ليس من الأهمية بمكان ، بقدر تطابقك التام مع توجهاتهم وأفكارهم الحزبية أو السياسية، صادر عقلك ، لا تسأل لماذا أو كيف أو إلى أين وهل ؟ تلك أسئلة محرمة ، وإذا سألت فأنت مدسوس ورأيك مغشوش.
في معركتهم مع الآخرين مهووسون بالبحث عن نقاط الضعف ؛ ليسلبوهم محاسنهم ، طالما لا يسبحون بحمدهم ولا يستغفرون لفشلهم، الوظيفة العامة ميدانهم المفضل ؛ للسيطرة على الآخر ، يلوون عنق اللوائح والقوانين ؛ لتركيع من ليس في صفهم ، ملؤوا القنوات ووسائل التواصل ضجيجا ، عن سوء إدارة الشأن العام وعن السلطة الرشيدة ، وغير ذلك من الفلسفات التنظيرية ، ولما وصلوا للحكم ابتكروا آلاف الحجج ؛ يخفون وراءها عجزهم في إدارة الشأن العام بمنطق ثقافة الدولة لا ثقافة السلطة ، قناعاتهم واتجاهاتهم في نظرهم مسلمات ، لا تقبل النقاش أو التعديل أو المراجعة ؛ ولذلك يبذلون جهودا كبيرة للسيطرة على عقول الآخرين ، ويخوضون نضالا كبيرا لتأطير حياتنا بقوالب هي من صنعهم.
التفكير الجمعي حاضر وبقوة في أدبياتهم وفلسفتهم السياسية ، كنموذج تحاكم من خلاله الآراء والحقائق ، يكن الاعتبار فيه لتماسك المجموع وسيادته ، لا البحث بموضوعية عن الحقائق، فتتلاشى حرية الفرد ، ويخفت صوته لصالح التوجه الافتراضي الجمعي ، ومن ثم تصبح أحكامهم فورية ، مبنية على تصورات أو انطباعات مسبقة ، تتحول لقناعات قطعية واقعة تحت تأثير سلطة المجموع لا سلطة العقل العلمي الحر.
يحدثونك عندما يكونون خارج السلطة عن مقاومة الظلم والاستبداد ومجابهة الفساد، وعندما يكونون جزءا منها عاجزين عن تقديم حلول لمشاكل المجتمع ، يحدثونك عن الظروف الاستثنائية وتكالب الأعداء عليهم.
لم تعد خيباتكم تفاجئنا مهما كانت خانقة لأرواحنا طاعنة لأحلامنا ، لم تخفقوا لكوننا أشرارا ولم تستحوذوا لكونكم أخيارا ، سنبتلع خيبتنا بكم بصمت ، وسننظر في الغد ، ماذا أنتم صانعون ؟! لن يتوقف التاريخ عندكم ، سيدور الزمان دورته ، سنحفظ طعناتكم جيدا ، سنروي لأبنائنا وأحفادنا حكايتنا معكم، سنخبرهم عن نصر بلا مجد، ونجاح مفتوح على الهاوية ! كل عام وأنت بخير يا يمن .