مصطفى النعمان يكتب:
عن الشرعية المهاجرة!!
الحكومات في سوريا وليبيا واليمن عندها وزراء ووكلاء وسفراء وموظفون يدعون تمثيل بلدانهم.
المشترك بين هذه الحكومات أن اللاعبين الدوليين يتعاملون معها باعتبارها لاعبا ثانويا، وتجري كل التفاهمات الكبرى دون إشراكها ولا يكون أمامها الا السمع والطاعة!
هناك فارق جوهري هو أن اليمن تمثل حالة استثنائية تاريخياً، كون كل أجهزة الحكومة "الشرعية" لا سلطة لها على الأرض وتتعامل مع كل قضاياها عبر الواتساب وتصريحات مكررة، وما لا تفهمه ولا ترغب في سماعه هو أن المواطن لا يثق بسلطة غائبة وعاجزة وفاسدة.
كيف لمواطن أن يثق بكيان لا يرتبط به ولا يعيش معه ولا يقوم بواجباته الأخلاقية والوطنية، والتعلل بعدم السماح لهم بالعودة يمثل عاراً عليها وليس مبرراً كافياً لأنهم يسافرون إلى كل بقعة لزيارة أسرهم والاستجمام.
لم يعد للشرعية الرخوة أي موقع في ضمير المواطن ولم تعد تعنيه وإنما أصبحت حاجة إقليمية لتمرير المشاريع الكبرى.
وكنت قد قررت أخذ راحة اليوم من جلد الشرعية الرخوة لكن تصريحا لمسؤول كبير أدهشني فأجبرني على التراجع..
(واستمع رئيس الوزراء من محافظ الجوف إلى إيجاز حول الجهود الجارية لترتيب الصفوف لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي، وصولا إلى تطهير كامل محافظة الجوف)!!!!؟
لكن الاهم هو مطالبته الالتفاف حول (الجيش الوطني والقيادة السياسية)... ولم يغفل عن مطالبة المواطنين بالالتفاف أيضا -وهذا الأهم والحيوي- حول (فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة).. حتى الانتصار الكامل في هذه المعركة المصيرية).
نحن أمام أمرين إما أن موظفي الشرعية المهاجرة بلغوا من التبلد والاستهبال حدا لا يستطيعون الفكاك منه، أو أنهم اقتنعوا أن المتلقي بلا إحساس ولا عقل.
***
تعليق على تغريدات د. أحمد بن دغر
غرد الدكتور أحمد بن دغر السياسي من طراز رفيع ورئيس الحكومة السابق وحاليا مستشار لرئيس الجمهورية، وما شد انتباهي ليست التحذيرات التي تشير إلى ضعف العلاقة بين الشرعية والتحالف فهي معروفة لأن الثقة بها منعدمة بسبب فسادها وغيابها المستدام خارج البلاد، وذلك ليس سراً.
ما لفت انتباهي هو اعترافه بعد ست سنوات بقوله (أكثر من ينقصنا ويلحق بنا الضرر غياب الرؤية).!
هل يعقل أن يكون هذا الاعتراف متأخرا إلى الفترة الزمنية التي فقدت الشرعية كل روابطها وارتباطاتها مع الناس في الداخل والخارج؟
قد يقول أحدهم (أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً)، وهو تعبير خارج المسار اليمني الحالي لأن القيادة الحالية في أغلب عناصرها عاجزة فاسدة بلا قدرة على الفعل الإيجابي ولا تتمتع بثقة الناس وغير راغبة في العودة إلى الداخل مهما صرخت بأن هناك من يمنع عودتها ويعرقل نشاطاتها، فذلك كحجة الطالب الفاشل الذي يحيل كل فشل إلى مدرسيه.
تغريدات الدكتور ابن دغر كان من الممكن المرور عليها مرور الكرام والإعجاب بها لو جاءت من ناشط سياسي أو مراقب بعيد عن المشهد، أما أن تأتي من مسؤول في هذا المستوى فليست أكثر من براءة ذمة لن يقبلها المواطن الغاضب.
***
القائد الأعلى للقوات المسلحة أصدر قرارا بتعيين رئيس للأركان واستقبل وزيرا بريطانيا.
رئيس الوزراء اطلع على جهود استقبال وترتيب أوضاع النازحين من محافظة الجوف وعلى أسباب ظاهرة نفوق الأحياء البحرية في سواحل عدن وأبين!
رئيس وأعضاء مجلس النواب يبررون للعالم بعد 5 سنوات حرب ضرورة استمرارها!
هؤلاء يعيشون في عالم افتراضي لا علاقة له بالدماء والدمار والجوع والمرض!!!