علي محمد السليماني يكتب:

الحرب مدت رجليها وهذه توجهاتها الجديدة

حروب منطقة الشرق الاوسط منذ ستينات القرن الفارط  رغم تعددها لكنها لم تحقق هدفا او أمنا وإستفرارا ناتجا عن حلول عادلة لأسباب تلك الحروب التي ازهقت الارواح  واحرقت الشجر ودمرت المدر .

واذا ما امعنا النظر في سلسلة تلك الحروب سنجد ان الجهوية الشامية وصنوها اليمانية استحوذتا على النصيب الاكبر من تلك الحروب العبثية ولن ادخل في شرح تلك الحروب فالاشارة اليها يكفي للمقاربة ..

وسالج مباشرة لجهوية اليمن لقد بدأت الاحداث تأخذ مسارات لوضع خطط تستهدف ديمومة التوترات والحروب في الجهوية اليمانية من خلال خطط توسعية تم صياغتها منذ تغيير اسم المملكة الهاشمية المتوكلية الى المملكة المتوكلية اليمنية عام1930 م وفقا للأهداف الجديدة التي أعد خطوطها  الكبرى المستشارين السياسين لجلالة الملك يحيى حميد الدين وخلاصة تلك الاهداف الدخول في منافسة سباق على من يستحوذ على اكبر مساحة لما بعد مغادرة الرجل المستعمر  في الجزيرة والخليج مستلهمين تقاسم تركة الرجل المريض الذي مات ولن تعود له الحياة حتى يوم البعث والنشور لكن تركته في الجزيرة تم تقاسمها لصالح القوى الجديدة التي  ظهرت على مسرح الاحداث .. وهي مشبعة بالاطماع التوسعية على حساب الشعوب الصغيرة  في المنطقة كانت تحت الاستعمار الاجنبي الذي يوشك هو الاخر علئ المغادرة   وكانت اكبر كارثة حلت بالضحايا اكثرهم غباء..

ان التغيرات الديموغرافية التي حدثت في (اليمن السعيد ) منذ القدم امست جزءا من الواقع الذي يصعب معالجته منذ ان تراجع جيش الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه عن حملته العربية التطهيرية لهذا الجزء المريض دوما في جزبرة العرب وفي نفس السياق ايضا عجز "علي بن الفضل الخنفري" بعد فترة نجاح محدودة  ..

والوحيد الذي او جد مقاربة لامست الواقع هو السيد الرسي في منتصف القرن الثالث الهجري الذي استوعب الواقع  المتمثل في صراعات عرقية متعددة ولخص لها العلاج في اطار فلسفي يقوم على معالجة ضعف تواجد العنصر العربي المنقسم قحطانيا وعدنانبا امام الاعراق المهيمنة على الاقطاع  والفلاحة والاستحواذ على جملة عوائدها ومكوسها فكان لابد من ايجاد قاسم مشترك مقدس لكل مجموع  الفسيفساء فجاء   بالمذهب (الزيديه) وأسس وشروط الامامة التي حددها في العزب بالفخذين والتي تعرضت لانقلاب 26/9/1962 الذي  اوجد اول جمهورية في الجزيرة والخليج

 وبعد تدخلات عربية ودولية أدت الى حرب خمس سنوات انتهت بدون نتيجة أوحسم عام1967 بعد هزيمة الامة العربية في العدوان الاسرائيلي ولم تتبين ابعاد الصورة امام  شبان ثورة 14 اكتوبر1963 واضافوا الى بلدهم محل الاطماع و الصراعات ملاحق اخرى بيمننة الجنوب العربي بعد استقلاله (اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) في نفس عام الهزيمة العربية 1967 ثم الدخول في اعلان وحدة 22/5/1990 الذي تصادم مشروعها  العروبي مع  مشروع قوى دويلات التطرف الديني والعسكري والقبلي في الجمهورية العربية اليمنية التي شنت عليه وعلى الجنوب  الحرب في 27ابريل 94م واحتلاله بعد سبعين يوما حرب..  ثم جاء الغزو الثاني المدعوم ايرانيا عام2015 ودخول السعودية والامارات بتحالف عربي  بضربات جوية لاعادة الشرعية المطرودة من عاصمتها صنعاء الى عاصتها رغم عدم وجود اساسا شرعية تستحق ان تفرض على شعب اليمن الشقيق وشعب الجنوب العربي المكلوم.. 

وبعد خمس سنوات حرب بات سلاح التحالف العربي بيد من يسميهم التحالف العربي المتمردين الذي برعوا في ادارة الحرب والسياسة واصبحوا اكثر الخيول ربحا للرهانات  بينما انسحبت الامارات بضغط او بغيره وبقيت السعودية التي باتت وحيدة عدا شراكة شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي الذي تعمل حاليا على تنفيذ اتفاق الرياض ومازالت قياداته خارج وطنها وفق رغبات ادوات الشمال المدعومة من متطرفي القوى الخفية ووكالاتها واردوغان تركيا تحت اسم الحفاظ علي وحدة اليمن التي هي اساسا الاخري لم يعد لها وجودا منذ نوفمبر2014 م حتى تمكينها من احتلال شبوة وشقرة والعرقوب في اغسطس العام الماضي بميليشيات حزب ديني متطرف بحكم علاقاته المتشعبة  العميقة..  

وبعد سيطرة الحوثيين علي الجوف وبعض معسكرات مارب ومحاصرة الجنوب من بوابته الشرقية شقرة والعرقوب ومكيراس وبيحان والضالع وكرش فقد بات اللحم فيها اكثر من العظم  - علئ راي الدكتور عبد الكريم الارياني- في حرب 94م علي الجنوب لهذا وغيره  فأن الحرب لن تكتف بتلك الانتصارات بل ستمضي قدما الي ماهو ابعد من ذلك وهكذا هي لعبة الامم من كورونا الى كورونا ألعن والكوارث ستكون علئ الاطراف الاكثر غباء في هذه الحروب المفتوحة على المجهول بعد رفض معالجة المعلوم من جذوره التي تطرقنا لها انفا.