مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

الخارجية اليمنية تعاني من رهاب القضية الجنوبية

هناك اسئلة كثيرة عن الدبلوماسية اليمنية تبحث عن اجابة  ومنها مثلا، من يقدر أن  يحدد ما هي الاتجاهات الرئيسية للدبلوماسية اليمنية الحديثة  ؟ من يقدر ان يصف  ماهي  البيئة الوطنية والرسمية التي يعمل فيها الدبلوماسي اليمني في الوقت الحاضر ؟ وماهي مبادئ الدولة التي تعتمد عليها السياسة الخارجية لليمن ؟.

الخارجية اليمنية اليوم مثل الامس مهترئة وتعمل في ظروف من الإهمال التام للصفات المهنية لممثليها الدبلوماسيين  ، الذين  البعض منهم عبارة عن " صداع "  للسياسة الخارجية  اليمنية ، بسبب عدم كفاءتهم وفرضهم من قبل مشايخ  القبائل واحزابها على الدبلوماسية اليمنية .

 لقد كشفت حرب اليمن الاخيرة  عن زيادة في جيل الدبلوماسيين الراديكاليين ، البعض منهم يتبع اجندات خارجية  ضارة بالدولة والنسيج المجتمعي وهذا واضح في تصريحات و كتابات هؤلاء الدبلوماسيين الراديكاليين الرخيصة ، التي  تحرض دون توقف على الحرب  ضد الجنوبيين وكأنهم ليسوا جزء من الدولة  التي يمثلونها ، والواضح  كذلك من كتاباتهم  البائسة انها تعكس حالة  رهاب شديدة من القضية الجنوبية .

الخارجية اليمنية مستعدة  للتفاوض مع العالم اجمع  حول  الحوثيين و قبائل حجور وتباب نهم وسفلتة طرق مأرب  وترميم اسواق قات ذمار وسائلة صنعاء ، اما القضية الجنوبية بالنسبة لها  لا تستحق عناء التفاوض وحلها  من وجهة نظر الخارجية يفضل بالطريقة العفاشية - الاصلاحية كما في 1994 أو الحوثية في 2015 وهذه الحلول اليوم الخارجية اليمنية شاهد على تجهيزاتها  في الحشود العسكرية في ابين وشبوة و تتكتم عليها.  

أن دعم استمرارية حكم القبائل ودبلوماسيها  وتابعيها  كنظرية وممارسة لخلق مجتمع في إطار دولة اتحاد الشمال مع الجنوب بالقوة نظرية فاشلة ولعنة عفى عنها الزمن ولن تعود كالسابق رغم دعم الخارجية اليمنية الخفي لهذا اللوبي  القبلي الجاهل القادم من وراء التاريخ ، والمقرف هو استعداد بعض من رجال الدبلوماسية الحالية والسابقة على الاعتراف بفرض نظام القبيلة الوحشي ومتطرفيها الدينيين  على البلاد و التوقيع على الالتزام بالصمت على الأساليب القمعية الشمولية  لها  ، ومستعدين كذلك ان يظهروا علانية وعلى مسؤوليتهم التاريخية تعاطفهم مع هذه اللعنة و  مع عقيدتها الاستبدادية .

 التفرد القبلي في قرار الدولة و في الدبلوماسية بالذات ، هو الذي افشل تجربتنا الفريدة  في الوحدة واضر في علاقاتنا الدولية  ، وبسبب هذا التفرد المتخلف تم تسليم مناصب دبلوماسية كمكافأة  لشيوخ للقبائل وابنائهم  لمشاركتهم في الحروب ضد الجنوب ، متناسين ان  الدبلوماسي الحقيقي هو  ايضا شخص مقاتل ، لكن  سلاحه الرئيسي المعرفة وعقل تحليلي وتفاني في خدمة  وطنه ، ولذلك  سيتعين على المجتمع الدولي أن يفكر بعناية فيما إذا كان بإمكانه الاستمرار في  الثقة  بالدبلوماسية  اليمنية  ، الذين للأسف البعض من  ممثليها " شقاة "  لا يفقهون في  ان الدبلوماسية والنزاع المسلح نقيضين وان واحدة من مهمة الدبلوماسي ليست فقط في منع  الصراعات ، ولكن أيضًا خلق ظروف مواتية للسلام و التنمية  ،  مع احترامي وتقديري الكبير للقلة من كادر السلك الدبلوماسي الحاليين والسابقين من عمل ومن لازال يعمل بصمت و وطنية .