كيف حررت المسيمير؟

بعد أن تم تحرير الضالع بحمد الله كان حريا " بنا ان لانكتفي بذلك فهناك اراض جنوبية اخرى لازالت تقع تحت سيطرة العدو ..

فكان التفكير ينصب على العند ومن ثم العاصمة عدن ولكن ليس كما يتوقع البعض عبر بوابة العند مباشرة ولاكن كانت الخطة ان نتوجه الى مدينة المسيمير التي يقع فيها لواء لبوزة من أجل تحرير هذه المنطقة من قبضة المحتل الحوثيعفاشي وبالتالي قطع الامداد عن قاعدة العند.

وكانت الصعوبة في الوصول الى هذه المدينة حيث ان الطريق المؤدي لها مغلقة بسبب تواجد الميليشيات فيها من ما جعل الوصول اليها شبة مستحيلا".

وبعد فترة من التفكير العميق توصل القائد عيدروس بمعية القائد ابو هارون اليافعي الى فكرة وصفت في البدايه بأنها مستحيلة.

وهو أن يقوم (الشيول) بتعبيد طريق جبلي وعر من منطقة الملاح (بلة العليا) وحتى المسيمير ..وماهي الا اسابيع بسيطة حتى اصبح الطريق جاهزا" وفورا" تم تجهيز القوة وبدأ التحرك صوب المسيمير من أجل السيطرة على لواء لبوزة وقطع الامداد على العند مما سيسهل تحريره.

بدأت عمليات الهجوم فور وصولنا الى المسيمير على المواقع التي يحتلها العدو وكالعادة لا يسيطر العدو الا على المواقع الهامة وصعبة المراس .. ولكن كان في الجهه الاخرى ايضا" قادة ميدانيون ومقاتلون اشداء بقيادة القائد الشهيد ماجستو والقائد الشهيد الشاب الاسد حمزة والقائد جامع اطال الله في عمره وغيرهم من القادة الميدانيين المتواجدين في هذه المنطقة البطلة وتحت اشراف القيادة العليا للمقاومة الجنوبية متمثلة بالقائد عيدروس الزبيدي ..

ومن هنا بدأت الرواية التي حوت كل معاني التضحية والفداء ..بالهجمات تتوالى على موقع الاسد والدقاقي والمواقع الاخرى .

فالحوثيون يريدون الحفاظ على المواقع من أجل المحافظة على لواء لبوزة اولا" ومن ثم التقدم والالتفاف من جبهة النخيلة على جبهة بلة وردفان ومن ثم التقدم صوب الازارق ..ونحن نطمح لأسقاط المواقع للسيطرة على لواء لبوزة وقطع الامداد عن العند .

فتارة تسقط المواقع بأيدينا وتارة اخرى يقومون باستردادها فكانوا يدافعون وبشراسة غير طبيعيه على مواقعهم لدرجة انه وفي احد الهجمات التي خضناها وكان يتقدمنا فيها القائد عيدروس بنفسه قاموا بنصب كمين محكم علينا فخسرنا في ذلك اليوم حوالي اربعة شهداء وحوالي ثلاثون جريح من مرافقين القائد عيدروس ومن ابناء المسمير ويافع الابطال ..ونجونا بأعجوبة في يوم دامي لن ينسى ..بثت فيه قناة المسيرة خبر كاذب بمقتل القائد عيدروس في ذلك الكمين ولم يتسنى لأحد التأكد من صحة الخبر لكوننا كنا في المسمير ونواجه صعوبة في الاتصالات .

 

هذه الاستماتة من جنود الحوثي والحرس الجمهوري لم تستمر طويلا" حيث استطاع ابطال المقاومة الجنوبية تحقيق ما كانوا يصبوا اليه بتضحيات شهداء ابطال لن استطيع ان انساهم كالقائد ماجستو والقائد الذي لا يعوض حمزة ومعاذ ورياض ونبيل وغيره ممن سقطوا لاجل ان نعيش ..وها انا ذا ازورها يوم امس في الذكرى الاولى لتحرير المسيمير ولازالت هذه المنطقة البطلة تقدم الشهداء حتى اللحظة في كرش وفي حضرموت.

زرتها ولاتزال في مخيلتي تلك الايام الصعبة ..فلا زلت اتذكر تكبيرات العيد ونحن في الجبهة، فالعيد مر علينا دون ان نشعر بأنه عيد سوى التكبيرات التي كنا نسمعها من المساجد ..كانت اصعب اللحظات ان يمر عليك العيد وانته في هكذا ظروف لاكن رغم صعوبة تلك الايام الا انها لها مذاق خاص لن ينسى طول العمر فقد تذوقنا فيها طعم الانتصار .

ومثلما قال القائد عيدروس في كلمته التي وجهها لأبناء المسيمير في الذكرى الاولى لتحريرها والتي القيتها نيابة عنه ((انحني اجلالا" لشهداء المسيمير الابطال)) وفعلا" سأنحني انا اجلالا" للرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..

واوجه كل التحيا العطرة لمدير مديرية المسيمير والقيادي في الثورة الجنوبية رمزي الشعيبي وبقية الرجال الذين تشرفنا بمعرفتهم في تلك الايام العصيبة.

لنا لقاء اخر بكم بإذن الله فالميسمير بلادنا واهلها الطيبون اصبحوا جزءاً منا واهلنا وعزوتنا .