اسعد عبدالله علي يكتب:
رسالة عاجلة الى الرئيس
قررت ان اعيد الحياة لصندوق بريدي, ولأعود لكتابة الرسائل الورقية التي, حيث نكتب بالأوراق المميزة, ونهتم كثيرا بالخط والقلم ونوعية الظرف, تلك الطقوس المحببة التي كنا نمارسها في زمن الحصار, حيث كان صندوق البريد وسيلتنا الوحيدة للتواصل مع العالم ومع المجتمع, بعد ان اغلق "صدام" كل ابواب الوطن, قررت ان اكتب هذه الرسائل المهمة, التي ارى من الواجب كتابتها, واتمنى ان يقرأها صاحب الشأن بعناية واهتمام.
الى سيادة الرئيس.. اكتب هذه السطور على عجلاَ, لان البلد في محنة كبيرة تفوق كل ما سبق.
اريد ان احدثك عن الفقراء والكسبة ومحددي الدخل, وانت تعلم جيدا مدى الخيبة التي يعيشها الشعب بسبب سلوك الطبقة الحاكمة, فهي طبقة لا تهتم الا بمصالحها الخاصة, حتى تشريع القوانين كانت دوما لتحقيق اكبر مغانم لها فقط, ويحصلون عليها من خزينة البلد حتى افراغها كليا, بالمقابل فشلوا او تكاسلوا عن عمد في حل مشاكل الفقراء والمحتاجين, والوضاع اليوم شديدة السوءَ.
الفقير يعاني على مستوى الصحة والتعليم والسكن والتغذية, وهذه الامور من الممكن التقليل من خطرها لو كان هنالك همة وارادة سياسية حقيقية, لكن على مدار 17 سنة لم نجد الا البالونات الاعلامية التي تطلق ايام الانتخابات وايام التكليف, وبعدها تتبخر.
يا سيادة الرئيس من السهل جدا تنظيم بطاقة صحية للفقير وكبار السن, بحيث توفر لهم العلاج والدواء المجاني, فهل يعقل ان الرئاسات الثلاث والقادة والوزراء والبرلمانيون والمقربين منهم كلهم يحوزون على ضمان صحي, مع امتلاكهم ثروات طائلة! تمكنهم من تسديد اجور العلاج والدواء, بالمقابل الفقير المحروم من كل شيء, يأتي النظام القائم ويمنعه من حقه في الحصول على طاقة ضمان صحي, توفر له العلاج والدواء المجاني.
انه تناقض عجيب لا يقبله العقل ولا الدين ولا القيم, وهنا نخاطب ضميركم الانساني ان تتحرك وتقوم بشيء ما لإصلاح العطب الفاضح في القانون! حيث ينحاز القانون المشرع من قبل الطبقة السياسية, للأغنياء والمترفين (الطبقة السياسية) ولا يعطى شيئا للفقراء.
يا سيادة الرئيس واحدثك عن امرا جلل, عن محنة السكن التي يعاني منها ليس الفقراء وحدهم بل جل العراقيون, مع ان مفاتيح الحل بيد الطبقة الحاكمة, وكان من الممكن القضاء على هذه المحنة بظرف اربع سنوات كما فعلتها سنغافورة ومصر وحتى جيبوتي وجزر القمر.. انها ليست ازمة عصية, لكن كانت تحتاج لتواجد طبقة حاكمة شريفة ونزيه ووطنية وتعمل لشعبها, لكن بسبب غياب كل هذا استمرت محنة السكن بل تفاقمت.
يا سيادة الرئيس اخبرك بأمر يهم الفقراء والكسبة وهو التغذية والتعليم, فالناس بحاجة لدعم بطاقة التغذية بحيث تعود مفرداتها وكمياتها كما كانت في زمن الطاغية صدام, حيث كانت تحفظ كرامة العوائل من ذل الحاجة والسؤال, ولا اعلم ما الحكمة التي جعلت الجماعة الحاكمة تقلل مفرداتها وتجعلها بائسة لا تغن عن جوع او حاجة.
والامر الاخر التعليم, الفقراء يضحون بتعليم ابنائهم في سبيل توفير لقمة العيش, لذلك ينتشر الجهل بين الفقراء جيلا بعد جيل, فلو دعمتم الفقير على مستوى التغذية والسكن والصحة لما اجبر الفقراء ابنائهم على ترك التعليم, فالأمور مترابطة, وما يحصل نتاج سوء ادارة الدولة من قبل الطبقة السياسية الحاكمة بقبضة من حديد للبلد.
فلو قبلت يا سيادة الرئيس ان تكلفني لرئاسة الوزراء سنتين فقط, فانا اتعهد بحل اغلب اشكاليات البلد, فجميع من ينتمي للطبقة السياسية الحاكمة لا ينفع ابدا, ولن يتمكن من حل اي ازمة بل ستتفاقم الامور. اتمنى منكم الاهتمام برسالتنا, فالبلد في وضع خطير جدا, بسبب اهمال طبقة واسعة وجعلها تحت ضغط لا يرحم, وتسخير جميع امكانيات الدولة لفئة قليلة (الطبقة السياسية واتباعها).