د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
ألم تحن الفرصة ليستعيد شعب الجنوب وطنه
منذ 2007 خرج شعب الجنوب بصدور عارية ليواجه الآلة العسكرية للمخلوع طالبا إستعادة وطن سلب في غقلة من الزمن
ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم مرت أحداث جسام
فأراد النظام الهالك في صنعاء أن يجرب إحتلال الجنوب مرة أخرى كما فعل في 1994 وتعاون هذه المرة مع أصحاب كهوف مران بعد أن أهلهم عسكريا وفتح لهم الطريق لإسقاط محافظات الشمال واحدة تلو الأخرى
وبعد سقوط الشمال بأيادي ميليشيات إيرانية أصبح الطريق ممهدا لإحتلال الجنوب
وكانت المواجهة هذه المرة على أرض الجنوب مع شعب تسلح لتحرير أرضه وكانت مناظر الشيولات وهي تكنس ميليشيات مران الإيرانية درسا للجميع بأن الجنوبي قادر على تحرير أرضه إذا توفر له السلاح
جاءت تلك الأحداث في ظل عاصفة كان هدفها تحرير الشمال من ميليشيا الحوثي الإيرانية وإبعاد المنطقة عن المشروع الفارسي الذي أصبحت أهدافه واضحة وهو الوصول لباب المندب والسيطرة على أهم المنافذ المائية للتحكم في البحر الأحمر والوصول لقناة السويس
وإذا كانت الأرض الجنوبية تحررت منذ 2015 ألم يكن الأجدر توجيه جهود الحكومة للخدمات والبنية التحتية
ولكن بدلا من ذلك رأينا الهدر في الثروات وسرقة أموال التحالف لإعادة بناء ما هدمته الحرب
وكان لزاما على أبناء الجنوب إيجاد مظلة سياسية للمطالبة بإستعادة دولتهم فكان المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي حصل على تأييد أكثر من مليونين من أبناء الجنوب
إلا أن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي كان يراقب الأحداث في الجنوب ففي الوقت الذي كان يظن الجميع أنه يبني جيشا لتحرير الشمال كان هذا الجيش في حقيقته لإعادة إحتلال الجنوب للمرة الثالثة
فحاول جيش الإخوان إستعادة عاصمة الجنوب عدن مرتين في 2018 و 2019 وفشل فشلا ذريعا
وفي نفس الوقت فشلت حكومة الشرعية في أن تقدم أبسط الخدمات لشعب الجنوب بل كانت تحرمه من لقمة العيش وتقطع الرواتب وخدمات الماء والكهرباء جزاء مقاومته لميليشيا الإخوان الإرهابية والذود عن أرضه
وأمام كل هذه التطورات وبالرغم من توقيع إتفاق الرياض الذي أعترفت بموجبه الشرعية والعالم بالشريك الجنوبي من خلال المجلس الإنتقالي إلا أن المراوغة وسياسة الإذلال والتحشيد العسكري لإخضاع الجنوب والتي أتبعتها حكومة الشرعية كانت لا بد من المواجهة وكان إعلان حالة الطوارئ والحكم الذاتي للمحافظات الجنوبية هو السبيل الوحيد لإستعادة كرامة الجنوبيين على أرضهم
وهي الخطوة الأولى لإستعادة الأرض الجنوبية ونكررها لا أمن ولا إستقرار للمنطقة دون إستعادة الجنوبيين أرضهم المسلوبة