د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
الظلاميون يغتالون فرسان الحقيقة !!
من على هذا المنبر الحر أوجه التحية لأبنائنا الشباب من حملة الأقلام الحرة والضمائر الشريفة من أبناء الجنوب الحر الذين مازالوا يكتبون في الصحف الورقية والالكترونية ويلتقطون بعدساتهم أعمال البؤس والظلم والانتهاكات التي تجري في وطنهم في ظروف هذه الحرب المعقدة والصعبة ولطالما تعرّضوا نتيجة مواقفهم النبيلة والجريئة في الدفاع عن الحق والعدالة لجملة من المشاكل وصل بعضها حدّ التضحية بالنفس عندما اغتالت الأيدي الآثمة كوكبة من أنبل الأقلام المخلصة لقضية شعب الجنوب العادلة وكان آخرها اغتيال الشاب نبيل القعيطي في محاولة منها لإسكات تلك الأقلام وما تقوم به من فضح الجريمة ومَنْ يقف وراءها ويتم حصد الأرواح البريئة و اغتيال الشعراء والكتّاب والأساتذة والصحفيين والمصورين والمثقفين ومراسلي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأخرى !!
وفي المقابل نجد أقلاما قد تمَّ شراؤها بأرخص الأثمان تزور الحقائق وتؤلف الأكاذيب والقصص والحكايات والتحليلات من خيالاتها المريضة لضمان تدفق المصروف الشهري والثمن الرخيص لموت الضمير لاستمرار عمالتها في وضع كالذي تمرُّ به بلادنا من حرب طاحنة فتكت بكل الكائنات الحية فيها وقد راج سوق تلك الأقلام المتّسِخة منذ زمن أسيادها الذين حكموا البلاد والعباد بسياط الجلاد في عهد عفاش وزمرته حتى ولى عهده وسقط ، وتولى بعده وورث إرثه وحطامه البائس حزب الإصلاح المقنع بالإسلام وكهانه من سدنة الفضيلة المفقودة التي لا زالوا يتدثرون بها ويحالفهم حرّاس القيم المزيَّفة مدّعي التديّن والتعفّف من الآمرين بمعروف لم يُنزِل الله به من سلطان والناهين عن منكر ما قال به وليّ صالح ولا قانون تسامح لا من إنس ولا جان..!!
ويقذفون الوطنيين بالاتهامات جزافا وكذبا وزورا وينشرون التهم الملفقة عليهم أمام الملأ دون دليل ولا برهان لمجرد أنهم يخالفون توجهاتهم الفكرية الظلامية وأعمالهم الإجرامية متجاوزين بذلك كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية أما تهمة العمالة فأقول لليمنيين : "مَن كان منكم بلا خطيئة ..."..فليخرج إلى الساحة وينادي على الملا أرجموني فأنا بلا خطيئة!!
ويعنيني هنا أنْ أسجِّل دعوتي لكلِّ قلم شريف ألا يقع تحت تأثير المواقف المتشنجة أو المنفعلة أو المريضة السلبية من أقلام مأجورة رخيصة ومعادية لكلّ ما هو نظيف وإيجابي وأقول لكل رجال الإعلام والصحافة أليس هذا من ضريبة الدفاع عن الحق والنبل والقيم السامية ؟!!
.. لا تهِنوا ولا تفتر عزائمكم فما زال أمامنا الطريق شاقا ومعقدا فإذا لم يُنِرْهُ أمثالكم من مشاعل النور والهداية فلمن سنترك الساحة؟
وليشدّ بعضُنا أزر بعض حيثما يشعر أحدنا بألم الضربات والهجمات ولتكونوا كما أنتم ومعادنكم الجواهر المتلألئة أقوياء الشكيمة أزكياء الأنفس أنقياء الضمير والهوية الإنسانية النزيهة!!
وتكاد الدماء المسفوكة أن تنطق وهي تسيل من دار سعد - المعلا- شقرة – حضرموت –شبوة- إلى كل بقعة تحتضن شهداء في عمر الزهور آثروا العبور إلى الوطن، وإن على مذبح الشهادة وبأثمان موجعة!!
وهم يواجهون عدوا لا يرحم يسعى جاهدا لوأد الحقيقة واغتيال صاحبها .
وإخماد شعلتها ،إنهم يخشون الحقيقة وسلاحهم سلاح العاجز الفاشل والمختزل في التهديد والوعيد والتنكيل والتصفيات، وبالبارود والنار والرصاص والاغتيالات الجسدية والمعنوية، لكنّها في كل مرة كانت الكلمة تنتصر وتزهر تجارب حياة في مواجهة أدوات الموت!!.
و الموت لم ولن يرهب الأقلام الحرة، ولا حتى نجح في كتم أفواه الصحافيين الذين ظلوا مستهدفين بعمليات الموت فهم يعرفون أن ثمن الكلمة الحرة الشريفة باهظ جدا وكلما نزلوا إلى الميدان كانوا يحملون أرواحهم على أكفهم !!
وتبقى وصية كل الشهداء واحدة تقول : إنها أقوى من أي وصاية، ومن أي سلاح، ومن أي إرهاب واحتلال!!
ولن تتوقف قافلة شهداء الكلمة الحرة عند تاريخ بعينه طالما في جنوب العروبة من ينادي بالولاء للوطن، وفيه من ينادي بغير الولاء له ولأهله !!
وختاما نقول :
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار
والخزي والعار لأعداء الحقيقة والإنسانية وتجار الموت والحروب
والله أكبر وعلى الباغي تدور الدوائر
د.علوي عمر بن فريد