د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
سلمت يا وطني الجنوب!!!
وطني الجنوب العربي يئن منذ نصف قرن وقد دمره اللصوص من أبنائه ولا زالوا يرقصون على أشلاءه وهم يتناحرون في كل شبر فيه فيما بينهم وتفتتوا وقزموا أنفسهم إلى كائنات هزيلة وعصابات تنهب الوطن والمواطن ..تبيع وتستبيح كل شيء فيه، و بعد أن فشل كل فريق وعجز عن هزيمة الآخر.. يرفع البعض منهم شعارات "الوحدة الكاذبة" !!
.. يحتكم البغاة والحاقدين منهم إلى باب الذل والهوان في صنعاء ويتسابقون على العمالة وتقديم فروض الولاء والطاعة والرضا بالفتات وهم يعرفون أحجامهم لأنهم من سقط المتاع ،ولا يجرؤون على رفع سقف مطالبهم!!
أما حقول النفط والغاز و المناصب والكراسي والغنائم فهم لا يرضون أن تكون لوطنهم الجنوب ويستكثرونها عليه وهي من خيراته ...ولكنهم يرضون أن تكون لأسيادهم الذين انحدروا صوب الجنوب من جبال صعده بقضهم وقضيضهم وحدهم وحديدهم ولصوصهم وعساكرهم الذين جعلوا منهم حراسا لمصالحهم و توزعوا في شبوة وحضرموت وأبين وهرب قادتهم إلى اسطنبول وقطر ومنها يتآمرون ويخططون وتركوا بيوتهم ونسائهم عورة ورهينة في عهدة الحوثي كسبايا أو مغانم حرب لا فرق طالما أن الكرامة قد سقطت أو فقدت فالأمر سيان
من أصيب بمرض الخيانة والانحطاط الخلقي والأخلاقي
لا يتمنى أن يبقى الآخرون أنقياء أتقياء
فهؤلاء الضباع بلباس حملان الأعداء وأفاعي رقطاء
ويتباكون على ألم ومآسي الضعفاء
لقد ابتلينا بضباع السياسة.. ممن باع الوطن وارتضى أن يكون مطية للمحتل.. والمصيبة الأكبر أننا ابتلينا بمن خان القسم والأمانة وآداب الإعلام وخلقه.. واندس بلباس الحمل بين الشرفاء محاولاً أن يبيع بضاعته الدنيئة ويروج لأمراضه النفسية بعقدته بالنقص من رجالات الجنوب، حتى يصيبهم بخسته ونذالته ويرميهم بما هو فيه من وضاعة ودونية ورداءة قصوركم الحرام فهي قبوركم، وإياكم ثم إياكم أن تتلاعبوا بالإنسان وكرامته وحرمته وعمالتكم الدنيئة وتجارتكم الرخيصة، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ولكن ما يهمنا في هذا الطرح هو أن من حسبناهم أخوة لنا وشركاء في الجنوب هم من يتصدرون قتالنا بدلا عن الدخلاء ..!! وارتضوا لأنفسهم دور أبي رغال فحصدت جيوش أسياده الطير الأبابيل !!
ولا نجد جوابا مقنعا عند ما يسأل المواطن الجنوبي نفسه ويسألنا : من أي جبلة وملة هؤلاء القوم الذي أبتلينا بهم ؟؟ وهم محسوبون علينا و منا وفينا ..؟؟!ّ!
ونحن نسأل :من أين أتوا ونمو كالعشب السام في ربوع الوطن !!؟؟
لقد حاول هؤلاء الأوغاد تقزيم الوطن الحزين والمكلوم لينتقموا منه.. .. والوطن مجروح .. يبحث عمن يداويه . يبحث عمن يصدقه .. يبحث عمن يقف له يعمل بصدق لأجل رفعته .. الوطن يبكي ولن يسمع أنين بكائه إلا القلة ممن يصدقونه الحب !!
. .وطني نعلم أن مصابك بأبنائك العاقين ممن تمادوا من فاسدين ولصوص ومتخاذلين ومتطاولين بألسنتهم هو مُصاب جلل , فما أصعبها من لحظة يشعر بها الأب بقسوة أبنائه بعدما ضمهم سنين وأعطاهم دون كلل وقدم لأجلهم الكثير وحين احتاجهم في ضعفه تركوه يئن ألما وحزنا وقهرا!! ..
فما أصعب الدمعة حين تخنقنا حزنا وقهرا عليك يا وطني الجريح حين تبكي من أبنائك العاقين الذين يرون أنهم أكبر منك ونحن لا نراهم بالعين المجردة ويسعون لذاتهم على حسابك ..فسحقا لهم .
فخدمة الوطن لم تكن حكرا لأحد بل هي ملك للجميع دون استثناء يعززها روح الانتماء والصدق والإخلاص بالعمل..
فسلامَ على كل من يسعى لخير هذا الوطن..
وسلام على من يعطي للوطن قبل أن يأخذ لأنه يرى الوطن يكبر كلما أعطاه وضحى لأجله .
سلام على من يبني ليكبر وطنه وسحقا لمن يسعى ليهدم ما بناه كل شريف في الوطن .
سلام عليك يا وطني .. فأنت القلب وستبقى النبض والشريان ما حيينا !!
د.علوي عمر بن فريد