د.علوي عمر بن فريد يكتب:
الجنوبيون والعقلية الإقصائية وسفاهة القول !!
لقد صدمني ما سمعت صوتا وصورة عندما شاهدت أحد العسكريين الجنوبيين وهو يطل علينا ببدلته العسكرية وشاربه الكث الذي يشبه قرن الثور المعكوف وهو يكيل السباب والشتائم المقذعة وأربا بنفسي وأترفع عن ذكرها بحق بعض الشخصيات الجنوبية وهم : الشيخ صالح بن فريد ،واللواء أحمد مساعد حسين ،ولعكف ،وعلي البجيري، وأبومشعل الكازمي ،وعلي محسن الحارثي،وبن معيلي !!!
ومهما اختلفنا معشر الجنوبيين في توجهاتنا السياسية لا يحق لنا أن نتجاوز معايير الشرف والرجولة مهما بلغت الخصومة والاختلاف فيما بيننا فلا تحسم الخلافات بيننا لغة الشوارع ..!!
وعلينا من باب الشيم والقبيلة إن أبقينا لها ولو القليل من الاعتبار في سلوكنا لكبح جماح تهورنا وعدم الضرب عرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد ، فعلينا إنصاف خصومنا مهما بلغ خلافنا و اختلافنا معهم !!
ولو كانت الفهلوة والعنتريات وشتم الخصوم والأعداء مجدية مع أحد لكان السبق في النجاح قد ناله أحمد سعيد الذي كان يحارب طواحين الهواء عبر "صوت العرب " في الستينيات من القرن الماضي ويهدد برمي اليهود في البحر ،وفوجئنا بهزيمتنا المروعة لكل العرب عام 1967م في 3 أيام لا غير !!
وإذا كان "أبو شنب "هذا وأمثاله لا زال يعتبر نفسه وصيا علينا بحكم إرث طيب الذكر (الحزب الاشتراكي اليمني ) الذي شبع موتا في قبره ويحاول هذا وأمثاله أن يوقظ أحقاد السنين العجاف التي حكم فيها الاشتراكي بحكم الوصاية والإرث الثوري الذي سقط وتبخر في 13 يناير عام 1986م فهو واهم !!
ولكن الأغرب والأكثر استغرابا أن البعض من أبناء الجنوب لم يعتبروا من دروس التاريخ ويصدق فيهم المثل الشعبي القائل " عبرت عليه مع ذيلها " !!
فإلى متى تعبر علينا العبر والدروس وكل واحد منا فاتح فمه ولا يجيد إلا بذاءة القول وينطبق على هذا وأمثاله المثل الشعبي القائل " ما يخمج الماء إلا ....."
خاصة ونحن معشر أبناء الجنوب نقول ونردد دائما بأننا قد تصالحنا وتسامحنا ودفنا الماضي في عهد الاشتراكي إلى الأبد ليس هذا فحسب بل أن من كان يتلو ذلك القسم هو شقيقي الأصغر أحمد عمر بن فريد والجموع الغفيرة تردد القسم خلفه بصوت واحد ..وكم كان ذلك القسم صعبا ومريرا علينا وأشد مرارة من العلقم وهو يتنازل فيه أولياء الدم عن دماء آبائهم وإخوانهم وكل ضحايا الحزب الاشتراكي بما فيهم أبينا الشهيد الشيخ عمر بن أحمد آل فريد الذي طالته أيادي الغدر الاشتراكي عام 1970م مع كوكبة من رموز الجنوب الأبطال طيلة حكم الاشتراكي حتى سقوطه عام 1994م !!
والسؤال موجه اليوم لما يسمى بالمجلس الانتقالي الذي جل رموزه من أبناء الحزب الاشتراكي ومن معهم من سدنة المعبد!!
وأقول لهم : هل ذهب ذلك القسم أدراج الرياح ؟؟!!
الم تعتبروا من التاريخ أم أنكم لا زلتم تستجرون أحقاده ؟؟!!
وأنا هنا لا تحسبوني أدافع عن الشيخ صالح بن فريد لأنه أحد أبناء عمومتي فهو رجل وطني شجاع حمل سلاحه وقت الشدة والحرب الحوثية على أشدها في شبوة وكل مناطق الجنوب وخسر المال والرجال ودمرت بيوته وأطلالها شاهدة إلى اليوم وقد شهد له العدو قبل الصديق في حين كان البعض يتدثر باللحاف فوقه وتحته ويرتجف عند سماع الرصاص !!
أما أحمد مساعد والبجيري ومن ذكروا في هذا المقال مهما كانت خلافاتنا معهم إلا أنهم من أبناء الجنوب ولا يمكن إقصائهم أو إخراجهم من المشهد تحت أي ذريعة !!
وخلاصة القول :
إن الحرب الضروس التي تدور رحاها في اليمن هي حرب " دولية – اقليمية " ولكن" بأدوات يمنية محلية " ويجب أن نعترف أنه لولا ذلك لما أصبحنا على مشارف السنة السادسة للحرب دون حسم وقد تطول وتطول !!
ونقول لهؤلاء الذين ينفخون مزامير الفتنة ويشبون أوار الحرب وإشعال الحرائق بين أبناء الجنوب أنه لا نحن ولا أنتم أوصياء على الجنوب فهو وطن الجميع ومن أراد غير ذلك فهو واهم !!
والذي أشد عليه في كلامي هذا أن أي قبيلة أو منطقة أو حزب أو فصيل جنوبي لن يستطيع استعادة دولة الجنوب بمفرده أو احتكارها له وحده كما حدث عام 1967م !!
وأنا هنا لا أوزع صكوك الوطنية على أحد فمواقف الرجال هي الشاهدة على أفعالهم ..وأنا أؤمن بالحوار بين الجميع وأنبذ التطرف والمغالاة في القول والفعل ونصيحة لأبناء الجنوب من مواطن بسيط لا يرجو منصبا ولا جاها ولا مالا من أحد ...وأقول لكافة الطيف السياسي الجنوبي بما فيهم الاشتراكيين أن كفاكم لعبا ..والحكم على وشك أن يطلق صفارته إيذانا بانتهاء المباراة "لعبة الحرب "ولا نريدها ولا يسعدنا أن تنتهي وأنتم بين مطرود وموقوف من الحكم.. أو متفرقون ومتشرذمون كأيدي سبأ !!
د.علوي عمر بن فريد