عبدالواسع الفاتكي يكتب:
السعودية واليمن سياسة خاطئة وحصاد مر!
ﻳﻤﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ في الوقت الراهن ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ مفصلية ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ ، ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ المملكة العربية السعودية ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ تجاهه ، ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ، ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ؛ ﻹﺧﺮﺍﺝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ به ؛ ﻭﺇﻻ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺳﺘﻜﻦ ﻭﺧﻴﻤﺔ ، وﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻄﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺳﺘﻜﻦ ﺟﺴﻴﻤﺔ ، جسامة ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻗﺼﺪﺕ ﺃﻡ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮﺓ.
ﺟﺎﻧﺒﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺣﻴﻦ تساهلت منذ البداية في مؤازة السلطة الشرعية ؛ لصد انقلاب الحوثيين على الدولة واستيلائهم على السلطة بالقوة ، وجانبته أيضا عندما ﺃﺭﺍﺩﺕ الوقوف مع الشرعية اليمنية لإعادتها واسترداد مؤسسات الدولة المغتصبة ، وذلك عبر ﺭﻳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﺫﺍﺕ ﻛﻠﻔﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ، ﺃﻛﺴﺒﺖ الحوثيين ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺟﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ، ﻟﻢ يكونوا ليحصلوا عليها، ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ ، ﺍﻟﺬﻱ حول الحوثيين لدى المغرر بهم من أتباعه وأنصاره ، ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻧﻘﻼﺑﻴﺔ ﻣﻌﺘﺪﻳﺔ ، ﺇﻟﻰ ﻓﺼﻴﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻣﻌﺘﺪﻯ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺿﺪ ﻣﺎ يسمونه ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ، ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﻟﻠﻌﺪﻭﺍﻥ ، ﻣﺎ ﻣﻜﻦ ﺍﻻﻧﻘﻼﺑﻴﻴﻦ ، ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺸﺪ ﻟﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ومنحهم ﺻﻤﻮﺩﺍ ﺃﻛﺜﺮ ، مستغلين ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﺟﻬﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﺸﻴﺮ ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺿﺪ الحوثيين، ﺳﻮﻗﺖ لهم ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻭﺳﻠﻄﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ عليهم ، ﻭجعلتهم ﻣﺤﻞ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺩﻭﻟﻴﺔ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ لإعطائهم ﺑﻌﺪﺍ ﺩﻭﻟﻴﺎ ، يكونون ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ، ﺗﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﻼﺏ ﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻭﺗﻔﺎﻫﻤﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ، ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ، ﻭﻻ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺑﺈﺳﻘﺎﻃﻪ.
ﻜﺎﻥ ﺍﻷﺣﺮﻯ بالرياض لإستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب ، ﺃﻥ ﺗﺮﻋﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻭﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﺿﺪﻩ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺩﻋﻤﻬﺎ ، ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻋﻦ الفاعلية ، ﻭمساندة ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ المناهضة للانقلابيين، ودعم ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ؛ ﻟﻠﻤﻠﻤﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺻﻔﻮﻓﻪ ، ﻣﻊ ﺇﻣﺪﺍﺩﻩ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ؛ ﻟﺤﺴﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ وإسقاط ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ، ﻭﺑﺴﻂ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ، ﻗﺎﻃﻌﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﺪﻭﻳﻞ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻭﺍﺭﺗﻬﺎﻧﻪ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ ، ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺟﻴﺮﺍﻧﻪ.
ﺃﻥ ﺗﻜﻦ المملكة العربية السعودية ، هي الدولة الأبرز ذات التأثير العميق في الشأن اليمني ، لا يجعلنا نجافي الحقيقة ، حين ننظر لليمن بأنه مشكلة سعودية بامتياز، فالسعودية في نظر كثير من اليمنيين ، هي صانعة لأحداث المشهد وللأبطال الذين يؤدون الأدوار على خشبة المسرح اليمني ، المألوف جدا لدى كتاب السيناريو في الرياض ، ﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻤﻘﺎ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻶﺧﺮ ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻻﻋﺒﺎ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ، ﻭﺣﺎﺿﺮﺓ بقوة في تفاصيلها ، بيد أن ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺗﺠﺎﻩ اليمن ، ﺗﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ الآخيرة خريفها ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺼﺪ فيه ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻤﺔ ، ﻟﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﻘﻮﺩ ؛ لأن جل محدداتها في تصوري لم تكن مدروسة ، كانت مبنية على ظروف وملابسات آنية، لا تضع في الحسبان الآثار البعيدة المدى لتلكم السياسة، ولا انعكاساتها على الأمن القومي اليمني والسعودي بمفهومه الشامل ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ كارثية ، باتت ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺒﺘﺮ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻣﻦ الجسد ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، وتحويله لنقطة ارتكاز متقدمة تستخدمها إيران ؛ ﻻﻟﺘﻬﺎﻡ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﺞ .
#عبدالواسع_الفاتكي