د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
ومن اجل ألا تصل الحمير إلى السطح!!!
كان هذا هو عنوان التعقيب الذي أرسله لي صديقي المثقف ،وقد يسأل سائل من هو هذا الرجل المثقف ؟؟!!
وأرد بالقول : انه شخصية وطنية متواضعة حصيفة وهامة ثقافية أكمل تعليمه الجامعي وعرف بيننا بأنه قارض الكتب إن صح التعبير ،فهو قارئ ممتاز ونهم مسكون بحب القراءة يطلع على كل جديد في عالم الكتب ونتيجة لذلك تكونت لديه حصيلة ثقافة متراكمة منذ أن كان يدرس في الثانوية ولكنه لا يحب الظهور وهو الوحيد من بين أصدقائي الخلص الذي يعقب على مقالاتي وينقدها بكل موضوعية ولا يجاملني مطلقا فيما أكتب وعندما نختلف في الرأي يوضح لي أسباب الاختلاف أو يرفد ويثري ما أكتب بأفكاره النيرة ،وكما عرفته لا يجامل ولا يداهن ولا يساير ولا يجامل أحدا !!
وأنا احترم رغبته في عدم الإفصاح عن شخصيته فهو لا يحب الظهور كما أن لديه أسباب أخرى تمنعه من الظهور وقد عقب على مقالي الأخير الذي يحمل عنوان :
(الحمير مكانها الزريبة ) فكتب يقول : ومن اجل ألا تصل الحمير إلى السطح
على الأمة :
إصلاح النظام التعليمي لجعله تعليما مفيدا للمتعلم والأمة وتنقيته من الحشو الغير مفيد والتعصب المذهبي والطائفي والقبلي والحزبي.
إصلاح نظام الإدارة المدنية بتجريده من الولاء للفئات أعلاه ووضع الحواجز بحيث لا يصل إلى مواقع الإدارة لشؤون الناس إلا من قد خضع للتمحيص vetting وثبت أهليته علما وخبرة ونزاهة وقد كانت هناك مجالس للخدمة المدنية تتثبت من أحقية المرشح لشغل الموقع وتتألف هذه المجالس من خيرة علماء الإدارة.
ما دخلت السياسة بمفهومنا لها إلى شيء إلا أفسدته ومن يمتهنون السياسة ينبغي أن يخضعوا لمعايير وان تلزم الأحزاب بالتركيز على النوع بدلا من الكم والواقعية في برامجها بدلا من الشعبوية لجذب الدهماء وتوضع معايير لعضوية الأحزاب تمنع أن يصل إليها المشوهون فكريا وأخلاقيا وسلوكيا بان يكون داخل كل حزب لجنة مسئولة فأحزاب اليوم تستقوي بالكم وليس بالكيف ..إصلاح مؤسسات الجيش والشرطة والأمن وجعلها محرمة على ممارسة الحزبية والطائفية والقبلية والمذهبية والتربية في الكليات والمعاهد العسكرية تركز على المواطنة وحماية أراضي الدولة وعدم التدخل في شؤون الحكم.
دائما مشكلة اليمن المزمنة قول الشيء وعمل نقيضه فإذا جلست مع السياسيين خلتهم ملائكة لكنهم في الواقع شياطين متدثرين بثياب الورع. كم قيل من كلام جميل لكن الممارسة على النقيض. القيود والعواقب على الممارسات الخاطئة ربما تعدل وتصلح الأمور.
كم في البلاد من كفاءات لكنها لا تصل ولا ترغب فقد ارتعبت من وحشية ومأساوية المشهد.
ليعاد النظر في التربية على كافة المستويات. الاستقامة والكفاءة والقدوة هي ما نحتاج إليه.
إذا تخلصت اليمن من العنف وتحل مشكلاتها المعقدة بأعمال الفكر وترك المؤسسات المختصة تجترح الحلول وتهدأ البلاد من العنف بكافة أشكاله ففي غضون فترة معقولة ستخرج من أزمتها فالعمل الجيد المتقن والحضاري لا يتم إلا في أوقات السلم المستدام واطمئنان المواطن إلى قوة القانون. بلادنا لم تتقدم ولن تتقدم إذا ما ظل نظام الحكم غير مستقر ومستدام.
* أحد الأستاذة الجامعيين كتب لطلابه في مرحلة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس رسالة معبرة وضعها على مدخل الكلية في الجامعة بجنوب أفريقيا
هذا نصها :
تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى..
ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش ..!!
فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش..!
وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش..!
ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش..!
ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش..!
ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش..!
ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش..!
د. علوي عمر بن فريد