حميد طولست يكتب:
التغول الديني الدمويفي زمن كورونا !.
أود أولا أن ألفت عناية كل من يقرأ هذا الموضوع أني لا أقصد الإساءة أو الإهانة لكائن من يكون ،وتحديدا أولئك الذين يشعرون بحساسية شديدة تجاه تساؤلاتي الموضوعية والتي تستدعيى -من وجهة نظري- إجابات واضحة تعالج منطقها العقلي ،وتجلي غموضها التأويلي ، وتزيل كل علامات الاستفهام عن مقاصدها ، بعيدا عن انفعالية وهياج التغول الديني ويحمله من مآسي العنف والتطرف والطائفية ، الذي لا يجعل الأفكار صلبة ولا مستمرة، ولا يقوّي قدرة إقناع الجماهير بمعتقداته الأحادية الاتجاه التي يتعصب إليها المتشددون الذين يعتبرون أن كل فكر مخالف ، هو فكر باطل ومنحرف وردة وشرك وإلحاد وازدراء للأديان ، يوجب التصدي بالتشنيع والتشويه وهدر الدم ، الذي يجرد المتنورين من الإرادة والخيار ، ويجمد نشاطاتهم الفكرية ، ويدخل كل من حاول منهم انتاج فكر أو فن تنويري في دوامة الدفاع عن النفسة وتبرئتها من تهم المروق والفسوق والإلحاد وازدراء الأديان ، التهم الجاهزة التي جعل منها الظلاميون سيف ديموقليس المسلط على رقاب المخالفين المنتقدين المنددين كل ذلك السقوط الأخلاقي والإنحطاط القيمي الذي تجاوز الحدود ، دون أن يؤسس لتيار فكري حضاري ، ودون أن يقود إلى ثقافة نهضوية معاصرة ، ولا يسعى إلا لترسيخ الجهل والسفه وتدعيم التفاهة والقبح المشوه للإسلام الذي يدعي الدفاع عنه ، من لا يعرفون عنه غير ما حوت كتب موتى القرون الوسطى ، التي يستنسخون خوعبلات أوهامها وسرابية هذياناتها وتفاسير خرافية وتأويلاتها المسيئة للإسلام ورسوله ، يتخذونها نقطة ارتكاز ومنطلق لاستمالة ودغدغة عواطف البسطاء بأسطورة "الدين في خطر وأنهم هم حماته" الخدعة الخبيثة التي يوظفون فخاخها الماكرة لتبرير لجوئهم لعنف الجاهلية الأولى من احل تحقيق مصالح شخصية أو سياسية دمرت بلدانا بأكملها ، الأمر الذي يجعل كل ذي عقل يفقد أي أمل في نجاة مغربنا المسلم المسالم من السقوط في نفس المصير الذي لن تحمد عقباه ، مالم يتم الحسم في مسألة التغول الديني الدموي الذي يخطئ من يعتقد بأنه مجرد تهور متدينين لا علاقة له بأنماط العنف والارهاب ، بينما هو في حقيقة أمره مشكل ذهنية بدأت تسود المجتمع بصفة مهولة، مع الخطابات الداعشية الرافضة للآخر وعقله ، التي ينشرها المتشربون بالفكر الوهابي المتزمت ، الذين يؤمنون بمشروعية ممارسة الإرهاب على الآخرين بدون وجه حق ، كما حدث مع الأستاذة أمينة بوشكيوة