ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):
عصر الإنحطاط في زمن حرب النفط..!!
لم يعد الأمر اليوم حربا من اجل الصراع على السلطة، بل ان الحرب اليوم حرب تقاسم النفط والغاز وايرادات الموانئ والضرائب بين اطراف النزاع .. وعلى الرغم من ان لكل فصيل صار يمتلك بقعة جغرافية مستقلة بذاته لما يجنى من ايرادات النفط والغاز والضرائب يظل الشرفاء الذين خدموا البلاد لأعوام مسلوب حقهم المشروع من رواتبهم ويذهب المال للخارج عبر مؤسسات غسيل اموال.
ولا ننسى منذ اندلاع الثورة الشبابية، ومطالبها تحرر البلاد بأسقاط النظام الجاثم بثروات البلاد والنفط وميناء عدن وباب المندب وعقبة الاستثمارات ومشاركة جميع الاطراف بما فيهم المستقليين، انقلبت طاولة الحوار بعد تعدد الاغتيالات لحرب مفتوحة الى اليوم وتبادل الادوار ليس هذا فحسب، بل استفاد كل اعلامي وحقوقي وناشط لكل طرف مئات الالاف الدولارات وعقار بالخارج ورصيد بالبنك يفوق الخيال.
ولم يكتفوا بهذه فحسب، بل انتهى ببعضهم المطاف الى الالحاد للشهرة وبعضهم لاجئين خارجا بجوازات دبلوماسية، والبعض اصبحوا مستشارين للحكومة والوزراء يعيشون البذخ من اروقة دواوينهم من القاهرة والرياض وسلطنة عمان.
واذا عدنا الى ثورة الشباب التي سببت قلقا عارما لبعض المسئولين والضباط وتجار السلاح حتى الذين عملوا مع القاعدة، المعروفين منذ اعوام، عاشوا توترا وارتباكا خشية لمصالحهم، وقبل مؤتمر الحوار سعوا مع دول اقليمية لإقامة مشاريع تغسل اموالهم لانفجار الحرب ومخلفات دمارها، كما ان بعضهم سعوا لشبكة ابتزاز قذرة للضغط على التجار ومن له القرار الفعلي ليكمل مهامه في منصبة او ليوقف الحرب ويعزز السلام.
مازلنا نصادف في العلن وليس في الخفاء منذ عشرين عام مخلفات فساد النظام القديم باستباحة حقنا في العيش الكريم رغم الحرب المستمرة، فهم الذين لا يريدون حسمها مع فرقاء جدد من الداخل، لكي لا يضيع نصيبهم من ايرادات البلاد والموانئ وباب المندب والنفط والغاز.. مقابل تجميد متبقى من الثروات النفطية التي في المهرة وحجة وغيرها من الاراضي المجمدة اضافة الى المصافي التي تكرر فيها النفط المهرب الغير مشروع، وغيرها من محطة تكرير نفط صافر المجمد اعلاميا ومهدد بالانفجار.
الجميع الذي يسعون للاستقرار والعودة ويتساءلون عن المخلص عبر الشخصية المستقبلة، والذي سيحل محل الحكومة ورئيسها كونه اخفق بالحسم العسكري ومطالب الشعب، ولم ينتبهوا ان الجميع مخفقين ومشتركين بضياع وطن من اجل مصالحهم،
فجميع الاحزاب منخرطة في بعضها للنظر ما الذي ستجنيه مستقبلا من مكاسب على جميع الاصعدة.
وبحسب رؤيتي ان الفصيل القوي هو الذي سيجر الحرب من مربع الاقتتال ونهب الثروات الى مربع الأمان ومن مربع الفساد المالي والاخلاقي والابتزاز الى مربع القانون ومنح الحقوق المشروعة والمحاكمة العادلة، ومن مربع الجهل والنزوح والبطالة الى مربع العلم والتنمية والمشاريع والقوى العاملة، ومن مشاريع اضطهاد النساء وابتزازهن في ارزاقهن وحاجتهن الى تمكينهن ودعمهن ليعشن حياة كريمة، هذا الفصيل الناجح سيمثل زعيمة اليمن ومحل اطراف النزاع ليكون المخلص للبلاد، لأن القوى الشرعية والقوى الانقلابية اثبتوا جدارتهم بالفشل المعتق وسيذكرهم التاريخ تحت عنوان عصر الانحطاط في زمن حرب النفط.