ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):
تحديات الصحافة والإعلام المستقل في هذه المرحلة
منذ ان بدأ الحراك الشعبي والدعوة الى حرية الصحافة والإعلام في اليمن وتعدد الأحزاب ، برزت المواقع الاخبارية التابعة لأطراف النزاع كوقود لتعزيز نار الصراع طويلة الأمد، والتي لا منتصر فيها ولاخاسر سوى المواطن اليمني والفنان والإعلامي والصحفي المستقل وفئات المجتمع الأضعف من النساء والأطفال والشباب وكبار السن.
ولم يعد هنالك إعلام معارضة وسلطة بل تعدد الإعلام بحسب الانقسام الاستراتيجي لدى أطراف الصراع والمطامع للدول الحضانة لهم استراتيجيا ، فمازال الأعلام يعيش جبهة عسكرية تبحث عن النصر في ارض المعركة ، متناسيا المعوقات الإنسانية وتدمير الاقتصاد في البلاد وتسيس الانتهاكات دون رقابة محايدة تخفف من وطأة الحرب اخلاقيا.
ومن هنا نستنتج ان الإعلام الذي “مصادر حريته، الإعلام والصحافة المستقلة ،هو الضحية بامتياز والذي يدفع أصحابها الثمن في القنوات والصحف الورقية والرقمية التابعة للأطراف المتحاربة هي الممولة والمحروسة والتي لدى أطرافها الحصانة ، والمتاحة بالوساطة في مخاطبة الرأي العام ، وتعود الأسباب امتلاك الإمكانيات والطاقات الكبيرة و المتفردة في الساحة و”محمية وممولة، والأقوى و التي تعزز السلبية والوجه القبيح لبلادنا وتعطي للعالم نبذة ان اليمني حين يحصل على السلطة مازال ذلك الجاهل الذي ينتهك ويسرق ويسلم بلاده وإيراد بلاده لدى الدول المتدخلة في هذ الحرب ، ويظل الجانب الإيجابي للإعلام مكبوت ومجرم ومصادر، ومع ذلك فهو يلعب دوراً إيجابياً رغم المصادرة والقمع من جميع الأطراف.
وحتى اللحظة مازلت تلك القنوات تخوض معارك كلامية لحظية تثير وتؤجج الصراع القبلي والطائفي و الجهوي والمناطقي والسلالي، وتحرض على الفتنة والنزاعات ينقبون عن كل ما يعمق الصراع ويؤدي الى تمزق النسيج المجتمعي ،كما اصبحت الصحافة المستقلة محظورة أو خائفة، حتى ان الصحفيين المستقلين متوارون، أو هاربون أو مختطفين أو معتقلون محكومون بالإعدام او بلا معيل فكلهم محرومون من مصادر مهنتهم أو مقطوعة رواتبهم، ويعيشون في خوف وجوع وفقدان للحرية
واليوم وفي ظل هذه الهدنة والتي ربما قد تنفجر حرب قادمة بسبب الصراع على السلطة والنفوذ والمطامع الاستراتيجية والنفطية ، تواجه الصحافة المستقلة التحديات مثل القمع الفاشي السائد والخطف والاغتيالات والقتل والتجويع وإهدار الكرامة، اتهامات بالتوظيف والخيانة نيابة عن جهة أو تلك او تحت تهم ما يسمى بالطابور الخامس ، فجميعها تهديدات لوسائل الإعلام وتضر بحياته. من أجل الحرية والحقيقة،وللاسف يرى مفكرون يمنيون ان لا علاج لهذه الكارثة إلا بوقف الحرب، والتخلي عن استخدام القوة والتشهير والتجويع ، وفتح أبواب الحوار والمصالحة، وبناء الدولة الفيدرالية الديمقراطية التي تتيح لأصوات مهنية بتعديل المسار السياسي وتوازن القوى والانساني والاقتصادي ومواجهة الكوارث الاجتماعية التي أفرزتها الحرب وهي الجهل الطلاق الاتجار بالبشر انتهاكات متعددة مثل القتل التحرش الثأر الاغتصاب الطلاق عمالة الأطفال تجنيدهم ابتزاز النساء المطلقات الارامل اللاتي بلا معيل فجوة المنظمات الانسانية التي تستغل ظروف الحرب دون عمل جذري على أرض الواقع وتنمية مستدامة مسيسة .
تجار الحروب وامراءها لهم ملكية المال والسلطة وأدوات القمع تمكنهم من مصادرة الحريات العامة والديمقراطية وكبت حرية الرأي وترويع ومعاقبة وتجويع المختلف والمستقل حتى ان دور النقابات والاتحادات وعلى رأسها نقابتي الصحفيين والمحامين أصبح مغيبا ومسيسا ، وأن هذه الكيانات باتت متوارية ومقموعة، باستثناء أدوارٍ محدودة لبعض المنظمات والنشطاء.
وتمثل الصحافة المستقلة سلطة رابعة و الضمير الجمعي الذي يراقب مدى الالتزام بالنظام والقانون، واحترام الحريات والحقوق، وفضح الظلم والفساد والاستبداد والحد من استبداد السلطات، ونزاهة نهجها، والتزامها بقيم الحرية والعدالة ، فلا تدافع عن حريتها فحسب، ووظيفتها الأساسية حماية جميع الحريات.
ومن هنا يحتاج اليمن مناخاً ملائماً ومساحة واسعة للحريات واحتراماً لحقوق الإنسان ووجود وسائل إعلام متحررة ديمقراطية ومستقلة، وحرية الحصول على صحة المعلومة لأي تقييم، وللاسف هنالك قانون يكفل الحق في الحصول على المعلومة بيد أن الحرب قد أضاعت هذا الحق وأضاعت كل شي .
ورسالتي ورسالة كل الإعلاميين والصحفيين المستقلين كنداء لجميع اليمنيين إلى التصالح والتعايش وقبولهم ببعضهم البعض، وليس امامنا سوى المطالبة أولاً وقبل كل شيء بوقف الحرب وإحلال السلام في ربوع اليمن والاتجاه اعلاميا وصحفيا حول الكوارث واهما تغيير الخطاب الإعلامي المهاجم بالالفاظ والقاب نابية تعزز الفجوة المناطقية والطائفية والانقسام وتعزيز الحرب والنظر إلى الكوارث الاجتماعية التي أفرزتها الحرب وردم اوجاع كل مواطن ليستمر بالعيش بشكل ايجابي..