ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):
مشاورات الرياض وانعكاس الحرب الاقليمية على الأزمة اليمنية
انعكاس التغيرات الاستراتيجية والحرب الأوكرانية الروسية على اليمن منذ شهر ونيف انعكاس إقليمي على اليمن و بالتزامن مع جهود المبعوث الأممي لحلحلة الوضع الإنساني والسياسي وإحلال السلام يسعى مجلس التعاون الخليجي بعد عشرات المبادرات للسلام منح الحوثيين فرصة أخيرة لحل يمني يمني شامل.
ومع تسارع الاحداث في اوكرانيا والمتغيرات الاستراتيجية الاقتصادية في الشرق الاوسط اضافة الى وصول إيران الى الملف النووي ، يواصل الحوثي تعنته بضرب المنشآت الاقتصادية وهامة في الرياض وجده ، وهو ما اعتاد عليه الحوثيون منذ الحروب العشر حين تبدأ السعودية بمنحهم هبه لوقف أي ضرب على الحدود السعودية يتوقفون ومن ثم يعاودون التمرد والضرب
لكن هذه المرة وبعد قرار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لقرار 2624 وإعلان الاتحاد الاوربي وامريكا وبقية الدول العربية ان الحوثي جماعة ارهابية تسعى السعودية مع مجلس التعاون الخليجي لمد يدها للسلام في مشاورات الرياض ، والأغرب من ذلك أن السعودية تردد أن الحوثيين يمنيين بل انها في كل مره تدللهم منذ السلم والشراكة ،وتحثهم على ترك السلاح والانخراط في العملية السياسية وفي حوار يمني يمني.
هجوم الحوثي على السعودية كان واضحا في رده للمشاورات ،وذلك من اجل ان يوسع مطالبه وشروطه بالاستيلاء على اليمن برمتها، فما زال الحوثي يضع شعب يرفضه كدرع بشري خلال ثمانية اعوام لاى هجوم إقليمي ، ومازال الحوثي لايمثل الأغلبية سوى من اصبح مشرفا لها وموظف يمتلك عقارا وناطحات سحاب ،
ولم يدرك الحوثي أن اليمنيين يرفض الحوثي لانه السبب الرئيسي للحرب وبالرغم ان الكثير رفض قصف التحالف بداية عاصفة الحزم ، إلا أن الشعب أدرك بسبب الأزمة والفقر والجوع والحصار وشعب يعاني انسانيا انه كصفقة بأيدي الأمم والدول الإقليمية منذ أن استعطف الحوثي الشعب بحراك الجرعة والانقلاب على اليمن واغتصاب السلطة ومازال جزء من الشعب ينقم على الشرعية بسبب أذرع فسادها والتي تتعامل أيضا بعنصرية لما عذبهم الحوثي مثل الأقليات .الدينية والعرقية والنساء
وبالرغم أن الحوثي يمتلك الأكثر حصة استفادة من هذه الحرب ومن إيرادات الحديدة والجبايات والسوق السوداء والاتصالات وشركات النفط وتجار الاسلحة واموال المنظمات والمساعدات ورفع ضرائب منها أراضي الوقف الذي وصل الى 300% وانتهاك المعارضين من النساء والصحفيين وزجهم بالسجون وغيرهم من البهائيين والمسيحين وترحيل اليهود في 2015.
يثبت انه حواره ليس السلام لم يكتف بالرفض بل احترم الجميع رأيه الرافض للمشاورات ، لكنه أثبت للعلن برد اخر بالطائرات المسيرة واثبت للعالم انها جماعة ارهابية ، بعد ان انهالت عليه إدانات دولية بمن فيهم روسيا" بقصف السعودية والإمارات" .
بل تسبب بهجومه الأخير بإعلان الناتو بقيادة أمريكا للخوض في حرب جوي و بري في اليمن بجيش قوامه 50 ألف جندي جاء ذلك باعلان البنتاغون في اجتماع بايدن مع الحلف الأطلسي
ان عملية نشر القوات ستتضمن جيشا كبيراً من الجنود ليصل إلى 50 ألف جندي أمريكي وبشكل مفصل عمل بادين على التعجيل بتسليم معدات دفاعية من الباتريوت لكل من السعودية ودولة الإمارات وإخلاء التحالف عن مسؤوليتها من تصدير النفط العالمي وحرب اليمن .
ويبدو أن ضربات التحالف الاخيرة التي كانت دولية ومركزة الأهداف في صنعاء شلت تحرك الحوثيين برا وجوا مؤخرا
وهو ما استدعى إعلان الحوثيين بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام والتوقف عن المعارك البرية في مأرب وحجة ، بل اتفق مع الشرعية عن طريق المبعوث الأممي عن تبادل الأسرى بمن فيهم اقارب الرئيس هادي والصبيحي وأقارب صالح مقابل أسراهم وهدنة طيلة شهر رمضان.
كل هذه الإجراءات تسير بشكل ايجابي إذا التزم الحوثيون بتحقيق السلام في اليمن
المتغيرات الاستراتيجية والاقتصادية تعطي لليمن اليوم فرصة لتحقيق الأمن والسلام الاستفادة من ثرواته المسلوبة مثل غاز بلحاف ونفط حضرموت وشبوة وعشوائية الإدارة في المناطق المحررة.
اللافت والابرز،هو ان ايران وبالرغم من هيمنتها عبر الحرس الثوري على الحوثيين ووضع اليمن ورقة ضغط على الخليج ،مقابل استكمال مصلحتها في اللمسات الاخيرة من مؤتمر فينا "الملف النووي" لتتحرر اقتصاديا ،بجانب فنزويلا يرى البعض بمن فيهم الخليج أن الوضع الاقتصادي في خضم الأزمة الأوروبية ، هي بالاصح في حالة إعادة ترتيب أولويات مصالح الدول بيد أن اليمنيين وحتى اللحظة لم يدركوا بأن اليمن والشعب اليمني بحاجة الملحة للسلام.
وللاسف مازالت مصالحهم الشخصية في المقدمة وهذا ما ردده رئيس مجلس التعاون الخليجي انه من ضمن آليات التشاور،يجب مكافحة الفساد وتعزيز السلام لرفع معاناة الشعب اليمني في عدم حضور الحوثيين المشاورات مازالت هناك قضايا عالقة مثل اتفاق الرياض ومكافحة الفساد.
وبما أن الحكومة تمثل جميع اليمنيين وهنا سؤال الشعب اليمني للشرعية وجميع المسؤولين بمن فيهم مجلس الشورى والنواب وصوت الشعب هل باستطاعتهم حوكمة الفساد ورفع معاناة الشعب اليمني سيما في المناطق المحررة وتعز والذي في المنفى نازحي الداخل والخارج..