ماجدة طالب تكتب لـ(اليوم الثامن):

معادلة الحرب وقواعدها تغيرت.. وهذه نسبة تحقيق السلام في هذه اللحظة

القاهرة

يعود  دور الجامعة العربية  المتخاذل منذ عقود امام القضية الفلسطينية   في قمة القاهرة للسلام  ضد الحرب الإسرائيلية المستعرة في غزة وتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر والأردن ،فقد رفضت القمة ادانة حماس كجماعة إرهابية برغم الضغط من قبل الجانب الغربي ، و ركز بيان القمة على الوضع الإنساني من معبر رفح برقابة الأمم المتحدة والدفع بالسلام بالملف  القضية الفلسطينية بشكل عادل وشددا على عدم  تهجير الفلسطينيين

معادلة الحرب وقواعدها قد تغيرت وليست كسابقاتها فهي  بين شد وجزر من كل عام تصل الى شهر او شهرين ومن ثم تنتهي بسلام وبتعويض وكأنه سلام مؤقتـ يستغله الاحتلال بتوسع الاستيطان في غلاف غزة

طوفان القدس الذي فاجئ الجميع يوم السابع من أكتوبر أعاد بهجة للعرب ونسبت  الذكرى  ليوم  السادس من أكتوبر عام 1973 وفي الوقت ذاته  ردود أفعال الغرب وامريكا  والمجتمع الدولي ، مناوئة  بل  وادانت طوفان الاقصى بأنه  جريمة  حرب و اعتداء سافر في  حق المستوطنين  الإسرائيليين من  اعتقالات وقتل اثناء المواجهة وبث الرعب في قلوب  الإسرائيليين إضافة  الى ان  بلنكن  شبه طوفان القد س  بكارثة 11 من سبتمبر ليشرعن بعدها  وحشية إسرائيل في قضف الأماكن العامة مثل المستشفيات وعملية الإبادة  في المعمداني والقتل بحق الأطفال والنساء ودور العبادة والكنائس والمدارس والأماكن التي ينزح فيها المدنيين  العزل بعد تدمير بيوتهم

يمكن القول ان نسبة تحقيق السلام في هذه اللحظة تصل الى سبعين في المائة وقد ربما تتحول الى تهدئة للنظر في الوضع الإنساني،  ومع الاتفاق بين الجانب المصري والامريكي ببقاء معبر رفح مفتوحا والنأي به  عن العنف والقصف ودخول المساعدات  بإشراف من الأمم المتحدة، وتشير المعطيات ان الحرب ستظل  متسمرة بين حماس وإسرائيل وأظهرها تعنتا كبيرا   في هذه الحرب ورفضا رفض  تاما لفكرة فكرة  حل الدولتين وشعارهم هو البقاء للأقوى على الأرض.

وبما ان تاريخ حركة حماس  الإسلامية جزء  من الفصائل الفلسطينية ،  تتلقى الدعم من إيران وتارة قطر، لكنها تنفرد  بقرارتها بشكل عام في التحركات الميدانية وعملية طوفان القدس  العسكرية بشكل خاص   ،و معادلة  الحرب لدى حماس ، هي معادلة النفس الطويل بريا من حيث الاشتباك واقتحام المستوطنات اسر اكبر عدد  من الاسرى الإسرائيليين، وملف الاسرى  سيثمل  ورقة ضغط قوية  ستستخدمها حماس ضد إسرائيل مستقبلا في طاولة المفاوضات، اما الجانب الإسرائيلي فقد فقد المستوطنين الأمان وهاجروا بالآلاف وجزء منهم ينتظرون فتح الطيران المدني للمغادرة

تسعى مصر والأردن وقطر الى فض الاشتباكات وإيقاف قصف الاحتلال الإسرائيلي الوحشي ضد أبناء غزة وبما ان القضية الفلسطينية منذ سنوات مهمشة في أروقة الأمم المتحدة  يتجدد احيائها على الأرض و تفرض وجودها بانتزاع الحق الفلسطيني الذي ينتظره كل عربي في الشرق الأوسط اما قطر فهي بارعه في ملف الاسرى دوليا  وربما  يكون لها النصيب الأكبر  في المفاوضات والاطلاق سراح  المئات من الفلسطينيين  مقابل إسرائيلي واحد

اما دول الخليج فهي ترفض التطبيع عدا الامارات بشكل صريح واشترطت  السعودية لأي اتفاق تنموي واقتصادي ودبلوماسي مع الكيان ان تكون القضية الفلسطينية وحل الدولتين في المقدمة الأولى وبشكل سلمي، وكما يرى مراقبون ان مسألة حل الدوليتين اليوم  قد سقط بسبب  توسع العنف والتوحش ضد الفلسطينيين

اما الدور الإيراني فهو الدور الذي يرى مصلحته الإقليمية الدولية حتى مع أمريكا منذ أيام غزو العراق واليوم قد يستطيع ان يساهم في دعم حماس إذا تحولت لحرب برية، لكن يبدو ان حماس قد تصبح ورقة ضغط مثل الحوثيين أو أداة لإيران لفتح علاقة تقارب ما بينها وبين إسرائيل   واستكمال الملف النووي  وفتح بقية العقوبات الامريكية ووضعها في خارطة الطريق الاقتصادية التجارية فقد استحوذت على شمال اليمن  والعراق وجزء من سوريا،

،حماس لا يهمها سوى انها تستمر في الحرب   وتستفيد من الدعم التي ستمضي به لتحرير القدس من أي طرف لترسم خط التحرير  ولن يقبل ملف ابتزاز  لأي دولة أخرى ، واذا لم تصمد حركة حماس في مواجهة الكيان وبما سيجتمع  الجميع   حين ذاك ذاك ليتخلص من  حماس الإسلامية والجهادية

طوفان القدس اتى   بعد توقيع دول الخليج وإسرائيل الطريق الكبير في الهند بمعنى انه تحالف عربي إسرائيلي وتهميش الجانب الفلسطيني وغيرها من دول المنطقة وتعطيل جزء من الملاحة البحرية والتركيز على الطريق البري وبما ان هذه الطرق مثل الحرير وطريق الشريان ترتبط جميعها بإسرائيل مع دول اوربا وامريكا تعمدت تلك المشارع ان تضع معظم الدول العربية وروسيا خارج هذا الاقتصاد وهذا يشكل خطرا ،عليها ،وفي المقابل سيكون في صالح   طبقة الرأس مالية متوحشة  وتجويع بعض الدول  ونشر الفوضى فيها  إضافة ان هنالك مشروع بتفريغ غزة وحفر ممر مائي اخر يوازي قناة السويس

اما انعكاس الازمة الاقتصادية من حرب غزة على الاقتصاد الأمريكي والأوربي سيما ان هنالك تراجع في أسعار النفط والبرصة والبرنت فتأثر حقلي صادرات الغاز ليفلثيان   وتمار الى مصر ومن ثم  واروبا و ما ينذر بأزمة غاز قادمة على بعض الدول منها مصر واذا طالت الحرب قد تعيش ازمة اقتصادية كبير ة  لن تتحملها  اوربا ودل الشرق الاوسط التي ارهقتها  الديون

لم تقتصر  تلك المسيرات  لوقف القصف والحرب قي غزة بإدانة  الجرائم ، في الأردن ومصر والمغرب وغيرها  من الدول العربية بل  بالمطالبة  بفتح باب  الحدود  لهم  للجهاد لإنقاذ أبناء غزة وفلسطين وطرد الاحتلال الإسرائيلي  ان الشعوب تنادي بقضية التحرير وتصف الحكام العرب بحكام العار، اما دول الغرب رغم قمع المظاهرات خرجت مننده    بالجرائم الإسرائيلية والمطالبة بمحاكمة نتنياهو ووصفه بمجرم حرب وان القضية الفلسطينية قضيه محورية لا يمكن الانتقاص منها كل  تلك العوامل تشير الى ان القضية الفلسطينية لم تعد قضية هامشيه  مثل السابق ومهما طالت الحرب لن يستفيد منها سوى منظمات الدول الكبرى ليرسم الجانب الفلسطيني حقه على الأرض  حتى ان استمرار المسيرات أدت الى الاعتقالات التعسفية للحد منها

لازالت إسرائيل تهاجم بعض بلدات جنوب لبنان وحدود سوريا الجولان واشتباكات بين قوات حزب الله وإسرائيل لكن حزب الله لم يبدأ  بحرب  ضد إسرائيل انما  اكتفى بالتهدد بوصوله الى  الى تل ابيب  وحيفا ، ولم تدخل مقاومة لبنان في الحرب  لأنها تمثل فصيل سياسي في البرلمان وفصيل عسكري إقليمي تابع لإيران ولم يتلقى الأوامر  بالهجوم كما يهدد الا في حالة الرد على الاعتداء بحسب القانون الدولي  .

ولاتزال  أمريكا تعيش التخوف من ان تساهم في دعم إسرائيل لحرب برية قد ربما تكون خاسره  الاكبر وما سيترتب عن هذه الحرب من نتائج وانعكاسات دوليه على الحرب المائية الباردة  ، ربما تظهر اشتباكات  في حدود المدن الفلسطينية  اما الاجتياح  البري الذي تحدثت عنه إسرائيل لم يحن بعد  وبحسب رؤية كثير من المحلليين  ان هذا الاجتياح سيغرق إسرائيل في حرب لا منتاهية وسيغادر بقية المستوطنين  خارجا دون عودة بمعنى ان إسرائيل سيتم افرغها من المعادلة الاستراتيجية في الشرق الأوسط  كونها كيان محتل وستكتمل  حينها  عملية التحرير.

لكن إسرائيل ترفض معادلة حرب النمل ضد الفيلة ،و لن تقدم على أي اكتساح بري وانما سيرتفع اعداد الضحايا والشهداء من خلال  قصفها المدن والمرافق العامة تحت ذريعة التخلص من حركة حماس التي تستخدم المدنيين دروعا بشريه  بحسب قولها ، ولم تدرك بعد  غضب الشعوب الكاسح   لجرائم الابادة الجماعية التي تقترفها يوميا  في حق نساء ورجال  وشيوخ وأطفال  غزة