عبدالله الصاصي يكتب:
عبير الانتقالي يفوح من الشرق
أكثر ما زاد اهتمامي وعشقي لكيان الانتقالي هو الهندسة التي جُبل عليها صُناعه وهم يرسلون ذبذبات تناجي القلوب فتسمو بها رغم الخطوب التي جثمت عليها فيسري فيها الأمل لتعاود النشاط وتلتف حول الهدف المرسوم من قبل قيادة المجلس في سرعة الريح وعلى مساحات شاسعة من أرض الجنوب، كل ذلك يقطع الشك باليقين أن سنوات التعايش مع اليمنيين لم تؤثر سلبا في قلوب أبناء الجنوب ولم ترتوي من ثقافتهم، فصبرت قاحلة في انتظار الموعد الجنوبي المتشبع بالفخر والاعتزاز بالهوية الجنوبية (المجلس الانتقالي) منهل عذب يروي القلوب وينير الدروب ويلامس الهموم يسري في القلوب (حديث الروح للأرواح يسري وتدركه القلوب بلا عناء)، في أقل من أربع سنوات احتوى الكل رغم بعد المسافات، البدء من عدن ومنها فاح العبير وفي هذه الفترة البسيطة التي لا تقارن في عمر الثورات والكيانات تجاوز العقبات وصنع المعجزات، واثق الخطوة يمشي ملكا، من عدن إلى المهرة مرورا بحضرموت إلى سقطرى هذه الهمّة والنشاط المنقطع النظير توحي لكوامن النفس الطيبة أن الفرج آتٍ لا محالة وتنذر الأنفس الشرهة في حب المال بأن صهوة جوادها قد مالت نحو مستقبل مجهول مع الهوام والآفات.
فهنيئا لكم يا أبناء شرق الجنوب وأنتم تتنفسون الصعداء وتتنسمون هذا العبير الفواح من روح المجلس الانتقالي الملهم ونبراس الثورة الجنوبية وبه ومن خلاله تنالون حقوقكم المسلوبة وسيعود مجدكم وسؤددكم لا ينافس فيه غيركم معززين مكرمين على أرضكم الجنوبية أسيادًا بعيدين عن الحقد والضغينة التي حاول زراعتها المحتل الذي لم يفلح فيما أراد إلا في القلة من ضعفاء النفوس أما أنتم الجنوبيون الأصل والفصل فقد أدركتم نواياه الخبيثة وعزفتم عن موالاته وهذا ما لمسته منكم وأنتم تلبون نداء المجلس وتبرهنون في فعالياتكم اليوم، ثمارها آت وطائرات التحالف تحوم في سماء سيئون لإخراج قواتهم بعيدا عن الجنوب وتسلمكم أرضكم.