عبدالواسع الفاتكي يكتب:

تعز بين المناطقية والمناكفات السياسية كلية الطب أنموذجا

أعلنت نتيجة امتحان القبول للطلاب المتقدمين لكلية الطب في جامعة تعز ، لقسمي الطب العام وطب الأسنان للعام الجامعي 2021/2020م، لوحظ أن أكثر من نصف المقبولين من منطقة شرعب ، الأمر الذي فتح باب التكهنتات والشكوك لدى بعض أساتذة جامعة تعز ، ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ، المنتمين لخارج منطقة شرعب ، أثاروا عددا من التساؤلات حول نتيجة امتحان القبول، وطالبوا بإعادة النظر في النتيجة ، وتشكيل لجنة تحقيق للتثبت من سلامة إجراءات امتحان القبول شكلا ومضمونا.
التجاذبات حول نتيجة الامتحان  ،توجت بتدخل رئيس مجلس النواب اليمني ومحافظ محافظة تعز ، اللذين بعثا بمذكرتين لرئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي ، تطالبانه بعدم اعتماد نتيجة الامتحان ، وإعادة في النظر فيها بل إعادة امتحان القبول ، ما ساهم في زيادة التراشق الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي ، وكيل الاتهامات بين من يدافع عن الجامعة ، متذرعا بأن الحديث عن هذا الأمر خطير جدا ، يشكك في النزاهة العلمية الأكاديمية ،  ويطعن في الجامعة ورئاستها وأعضاء هيئة التدريس ، ويسيء ويشوه سمعتها ، ما يجعل مخرجاتها على المدى المتوسط والبعيد محل شك ، وبين من يرى أن نتيجة كهذه  تحصد فيها مديرية واحدة من بين اثنتين وعشرين مديرية أكثر من نصف عدد  المقاعد الممنوحة لطلاب هذا العام، تستدعي التأكد من سلامة الإجراءات الفنية التي صاحبت الامتحان ، وإعادة تقييم العملية الامتحانية برمتها، ويرى أصحاب هذا الرأي أن طريقة التصحيح لا يمكن الطعن فيها ؛ لأنها تتم بواسطة الكمبيوتر ، الذي نسبة خطؤه في التصحيح صفر ، لكنهم يفتحون باب الاستفسار ، حول ما إذا كان من المحتمل أن  إجابات الأسئلة سربت أو عثر عليها الطلاب بوسبلة أو بأخرى.
قضية نتيجة قبول طلاب الطب العام وطب الأسنان في تعز، كغيرها من القضايا تصبح  شائكة ، وعرضة لتناول الرأي العام لها ، ضمن المناكفات السياسية والمناطقية ، التي ظهرت مؤخرا ، وتصبح مثار جدل واسع النطاق ، يتم تناولها ضمن التحيزات والتعصبات ، الملقية بظلالها على كثير من الأحداث ، بعيدا عن المنطق والاحتكام للوائح المنظمة والقوانين النافذة.
اعتقد أن هذه القضية لو كانت حصلت في ظرف غير الظرف الذي تمر به تعز الآن ، لما أخذت كل هذه الزوبعة، ولتعاملت معها جامعة تعز والسلطة المحلية والرأي العام ، بطريقة أخرى غير ما يحدث الآن من مواقف وبيانات وتصريحات متشنجة ، تدفع البعض إلى تصور أن الحدية في المواقف ، ليست في منأي عن الاحتقان السياسي الملتهب في تعز ، والذي للأسف الشديد يريد البعض له أن ينحى منحى مناطقيا أيضا.
 
في تصوري أن الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ في القبول ، لا يمكن للجامعة أن ترفض النظر في طلبات تظلمهم ، والتأكد من صحة الإجراءات الفنية التي صاحبت سير الامتحانات ، بما يؤكد ويرفع ثقتهم بالجامعة وقيادتها ، كما أن وجاهة التساؤلات والاستفسارات التي أثارها بعض أساتذة جامعة تعز وبعض الناشطين ، ينبغي ألا تذهب بعيدا لتنسف الأمانة العلمية للجامعة وتضع جوانبها الأكاديمية محل ريبة وشك.
كفى تعز ما تعانيه ، توقفوا عن صب الزيت على النار ، اطرحوا أي إشكالية بتجرد ، لا تسكبوا عليها نفوسكم المأزومة ، دعوا حساباتكم جانبا ، لا تخلطوا الحابل بالنابل ، اتركوا جامعة تعز بعيدة عن خزعبلاتكم وترهاتكم ، التي لا نجني منها سوى التشرذم والضغينة والأحقاد ، لا تتستروا وراء جامعة تعز ؛  لتبثوا سمومكم، اتركوها بقعة ضوء ، يبدد ظلمة عقولكم وسواد قلوبكم فهل أنتم فاعلون ؟! 
#عبدالواسع_الفاتكي