د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الوحدة اليمنية ... حديث من الذاكرة

عند زيارتي لليمن بين عامي 1986 للشمال و1987 للجنوب كان حديث الوحدة بعيد المنال

ففي الشمال كان الحديث مع المسؤولين والمثقفين آنذاك أنه لا يمكن التوحد مع النظام الإشتراكي الملحد إلا إذا عاد إلي صوابه وعروبته

أما في الجنوب فكانت الوحدة تطرح على مراحل ولا يمكن القبول بمشروع دستور 30 ديسمبر 1981 الذي فصله الشماليين على مقاسهم إلا بعد تعديله وكانت تحفظات كثيرة على المشروع كما أن التفكير آنذاك كان نحو إستكمال مراحل الإشتراكية العلمية

ولذلك كان قيام الوحدة في 22 مايو 1990 مفاجأة بالنسبة لي وكان السؤال هل تم إستفتاء شعب الجنوب على هذه الوحدة وهل من المعقولة وحدة إندماجية بهذه السرعة دون مراحل كخط رجعة كما كانوا يطالبون أو وحدة فيدرالية على الأقل

هل نسى شعب الجنوب ربع قرن من حكم الجبهة القومية والحزب الإشتراكي الذي قيد حريتهم وحكمهم بالحديد والنار ليدخلوا في وحدة مع شعب متخلف تحكمه القبيلة ويعيش في الكهوف والجبال

صحيح أن هناك تغيرات دولية بتفكك الإتحاد السوفيتي وسقوط أنظمة أوروبية

ولكن نحن في العالم العربي وفي شبه الجزيرة العربية فالأولى أن تتصالح القيادات السياسية مع شعوبها قبل خطوة لا يعلم مستقبلها وما مداها إلا الله

ولذلك لم أحضر حفل السفارة اليمنية في أبوظبي بمناسبة الوحدة

وكنت أقول في نفسي يا خسارة باعوها الجنوب ما عرفوا يحكموها 30 عام وسلموها هدية للجار الشمالي

ذكريات مضى عليها 33 عام ولكنها لا زالت عالقة بذهني حتى اليوم


د. خالد القاسمي