يوسف الحزيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

آن الأوان لنقول الحقيقة ونفيق من صمتنا وغموضنا..!

-العزف على وتر الوطن، في زمن يقتات فيه ابناء الجنوب من الظلم والإنتهاكات تهز بركابهم للدفاع عن وطنهم وهويتهم ...!

الوطن ليس هو النظر إلى السماء وصفائها، وإلى البحر وزرقته، وإلى الجبال الشامخات وصمودها، وإلى الهواء ونسيمه العليل، وإلى الشجر وثماره.. دون أن يكون لك نصيب منها،

فذلك هو خداع مايسمى بالحكومة الشرعية بعينه...!


الوطن اليوم هو الفساد السياسي الذي يكبر يوما بعد يوم بعين هذه الحكومة والاحزاب المسترزقة على حساب الشعب، هو نهب ثروات الجنوب وتهريبها،

الوطن الذي نعيش فيه هو سقوط الدولة منذُ إجتياحه إلى اليوم أمام مافيا المال والأعمال الذين يتنقلون من فندق إلى اخر..،

الوطن اليوم هو “أسير” سياسة يمنية خبيثة..!

الوطن الذي نتحدث بإسمه اليوم هو “لعبة” بين أيدي رجال يتداولون الوزارات فيما بينهم بالفنادق بين تارة واخرى..، فتجد الواحد منهم وزيرا للزراعة ثم الدفاع ثم الصحة ثم التجارة...!

نعم ” الجنوب اليوم يرفض سياسة هؤلاء الساسة الذين نهبوا ودمروا كل شيئ فيه وحاولوا طمس هويته ولن يقبل بتمريرها عليه مرة اخرى ، ويؤمن بجنوبيين أحرار اخلصوا لإجله وتقدموا صفوفه للدفاع عنه يرفعون رأسه لا يثنون على الرذائل بإ سمه ولا خير في وطن غير كريم بأهله..!

فقضيتنا اليوم هي وطن وشعب وهوية ليست مشكلتنا أشخاص ومناصب ومحاصصات...!

قضيتنا اليوم هي حق يجب ان يستعاد.." هي هوية حوربت بقوة السلاح لإجل محوها..." قضيتنا هي حق مكتسب... ومشروع وطن وأمة تجسد مشواره بدماء زكية وتضحيات جسيمة وأرواح ثمينة قدمها شعباً ولازال يقدمها حتى اللحظة..،

للأسف الشديد اقولها وبكل صراحة إن اخوتنا واشقاؤنا بالتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والامارات الشقيقة جعلوا قضية هذا الوطن والشعب قضية اشخاص تحفظوا بهم في الفنادق ويرعون إتفاقيات ومفاوضات للتوصل عن حلول خاصة لإجل أشخاص وتهم اشخاص وليست لإجل حلول تهم الوطن ولإجل الشعب الذي يعاني اليوم من ويلات الحروب وتفاقم الأزمات التي فرضتها عليه قوى الحكم والإستبداد بالحكومات اليمنية المتعاقبة واخرها بمايسمى الحكومة الشرعية المتختطفة من قبل جماعات واحزاب وأحندة خارجية همها الأول والاخير العبث بمقدرات الوطن والاستيلاء عليها وخلق النزاع والصراعات فيه..!

وبهذا فإنني اقول كمواطن جنوبي عربي ان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي فوضه شعب الجنوب لم يكن اشخاصاً يبحثون عن مصالح شخصية ومناصب وكراسي بل هو صوت شعب ومشروع وطن يحمل بكفتيه مشروع وطن وإرادة شعب بكامله... ولم تكن مفاوضاته مع ما يسمى بالحكومة اليمنية في اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية والامارات المتحدة مفاوضات محصورة بين مطالب وغايات اشخاص ومصالح احزاب وتكتلات وجماعات...؛! بل إن مفاوضاته هي عن وطن وهوية وحقوق شعب وأمة بكاملها...!

مفاوضاته تعبر عن إرادة وإتجاه ومساعي شعباً يعاني من ويلات وويلات وويلات حروبٍ وأزمات ومؤامرات وإرهاب..مفاوضاته هي عن إيجاد سلام وأمن وعدل لوطن تتآمر عليه جماعات ودول..، مفاوضاته هي سعياً عن شراكة عربية وإقليمية ودولية صادقة تنهي مساعي الظلم والإستبداد والمؤامرات وتعيد الحقوق لأهلها وتقيم العدل والمساواة بين الشعوب المتنازعة..؛ مفاوضاته هي لإجل تحقيق مطالب وحقوق شعباً يعاني ويعاني ويعاني ولازال يعاني وتتفاقم معاناته يوماً بعد يوم.

لم أتحدث كمجلس إنتقالي جنوبي ولكنني اتحدث كمواطن جنوبي مفوضاً المجلس من بين ملايين من فوضوه على حمل مطالبهم واهداف مشروعهم الوطني التحرري..؛

وعلى الأشقاء ان يعيدوا صياغة نهجهم في مساعيهم الجلية التي يسعون بها من خلال إتفاق الرياض... ويجعلوا تلك المساعي التي يبذلونها تصب مسارها حول مايراد للوطن والشعب وليس لأشخاص جلعوا مصالحهم فوق مصلحة الوطن والشعب..؛ فالوطن هو من يعاني والشعب هو من يتألم وأي حلول نأمل ان تكون حاسمة لما تتوافق رؤيتها مع مصلحة الوطن ومطالب الشعب...وليس حلول غامضة في طريقٍ مفتوح تتوافق مع مصلحة الاشخاص والأجندة والاحزاب التي عثت بالوطن ومقدراته وصنعت شرها فيه وبين ابناؤه.