القوات السعودية وُجدت في جزيرة سقطرى لدواعي فك الاشتباك، وفرض الأمن، واستقرار الجزيرة وتنميتها، وهي صاحبة الكلمة الأخيرة هناك لسبب مفهوم.. مع ذلك ما يزال دور دولة الإمارات العربية المتحدة هناك ضميمة للدور السعودي في ما يتصل بالمهام الإنسانية، إذ كان اتفاق مايو 2018، يقضي باستمرار الأعمال الإنسانية وإعادة تأهيل قطاعات النقل، والاتصالات، والخدمات الصحية والاجتماعية.. فما هي مشكلة حزب الإصلاح، وزراء هادي الموالين لدولة قطر، مع الأعمال الإنسانية والتنموية عموماً التي تقوم بها دولة الإمارات في جزيرة سقطرى؟ هل ستهدأ نفوسهم، وتستريح ضمائرهم لو حُرم المواطنون هناك من الخدمات والتنمية؟ ثم إنَّ السعوديين يشاركون الإماراتيين في هذه الأنشطة، ولهم طائرات تأتي بالمساعدات والمعدات، ثم ترجع لتأتي غيرها.. ألا يثير الريبة والسخرية في آن، أن يصمم النائب الموالي لقطر علي المعمري سؤالات ويقدمها لرئيس مجلس النواب، لكي يرسلها بدوره إلى رئيس الحكومة، لتقديم تفسير لمجيئ طائرات إماراتية إلى جزيرة سقطرى، ولماذا تنصب أبراج اتصالات هناك؟ يتبعهما استيضاح عن شيءٍ عَمٍ، وهو تملُّك إماراتيين لأراضٍ!! من العجيب أن يرسل البركاني أسئلة كهذه إلى رئيس الحكومة دون أن يلاحظ أنها ملتبسة وكيدية ومريبة، وتتضمن موقفاً ضد الصالح العام.. أي أن أعادة تأهيل قطاع الاتصالات في الجزيرة يجب أن يتوقف، وأنَّ تسيير طائرات لأغراض نقل المواد الإنسانية ومعدات تنمية للجزيرة يجب أن يتوقف.
دولة الإمارات العربية قد تركت جزيرة سقطرى في منتصف مايو 2018، باتفاق مع الدولة التي تقود التحالف (المملكة العربية السعودية)، ولم تبقِ على أي قوات أو أسلحة، وذلك بعد انضمام بعض رجال هادي الموالين لقطر لحملة حزب الإصلاح عن الاحتلال العسكري الإماراتي للجزيرة، خاصة بعد أن أرسلت حكومة الإمارات قوات إضافية إلى الجزيرة لتأمين الموانئ والمطار في الوقت الذي كان رئيس حكومة هادي يقوم بزيارتها، ففهمتْ حكومة هادي ذلك أنه استفزاز، وقد تراجعت الإمارات وسحبت تلك القوات والقوات التي سبقتها، وحلت محلها قوات سعودية.. وقد تفهَّم رئيس الحكومة الأمر حينها، فقال ابن دغر: نحن والإماراتيون إخوة وأهل وأمة، هم منا، ونحن منها، وعبَّر عن امتنان اليمنيين للدعم والتضحيات التي قدمتها دولة الإمارات.
بعد الانسحاب الإماراتي من الجزيرة هلَّلَ الإصلاحيون ووزراء هادي الموالون لدولة قطر وكبَّروا، ورحّبوا بقوات الواجب السعودية، وفاخروا أن الهزيمة قد حاقت بدولة الإمارات المحتلة!! ثم استأنفوا حملة التشويه، وهذه المرة طاولت حملتهم المنسقة السعودية وقواتها التي حلت محل الإماراتية، إذ زعموا أن السعودية جاءت بقوات الواجب إلى الجزيرة دون علم وموافقة الشرعية.. وأن هذه القوات التي أُتي بها تحت لافتة إعادة تدريب وتأهيل القوات اليمنية، هي قوات احتلال، وكل ما تغير هو الاسم فقط، كما هاجموا السعودية وقواتها أثناء الصراع المسلح الذي حدث في أغسطس الماضي بين ميليشيا حزب الإصلاح وقوات المجلس الانتقالي، حيث زعموا أن القوات السعودية هي التي ساعدت الانتقالي على كسر ميليشيا الإصلاح، وطرد المحافظ الإصلاحي محروس الذي خرج من الجزيرة بإرادته إلى المهرة ثم انثنى للهجوم على السعودية.