سعيد عبدالله بكران يكتب:

إلى الأشقاء في السعودية

أريد أن أقول للأشقاء في المملكة إن حالة من عدم الثقة تسود أوساط الجنوبيين لها أسباب موضوعية حقيقية وليست بسبب عمل إعلامي معادٍ.

ولإزالة هذه الحالة من السخط تحتاج السعودية لجهود وعمل ملموس على الأرض بعيداً عن الإعلام الموالي..
استخدام الإعلام المؤيد الآن في مجابهة حال التذمر واليأس الجنوبي من السعودية ومؤسساتها التي يديرها السفير آل جابر، سيشعل الغضب، وهو نوع من المعالجة السطحية لمشاعر خلقها النهج السعودي في التعاطي مع الواقع الجنوبي والمعضلات الحياتية المريرة..
الواقع البائس الذي يلف الجنوب في كل قطاعات الحياة سببه دعم السعودية وايمانها بشرعية هادي وعلي محسن وكل اللفيف الذي تسلط على الناس بعد أن كان قد هرب وترك الناس للفوضى والحرب، ثم أعادته السعودية وفرضته على الناس ورفضت أن تعيد النظر في فساده وفشله وتآمره عليهم وعليها..
قبل أي مشاريع دعم للاستخدام الإعلامي، الناس تريد سلطة وطنية محترمة تدير موارد البلاد الوطنية بشفافية واحترام وتحل المشكلات وتتصل بالشارع وبهمومه وتعيش هذه الهموم وتخلق لها الحلول، سلطة قادرة على استيعاب الدعم الخارجي والموارد الوطنية وتوجيهها نحو خدمة الناس لا خدمة جماعة دينية مسلحة وارهابية ولا خدمة مجموعة نافذين..
إذا كان هناك تغيير حقيقي في مسار التعامل السعودي مع الجنوبيين فيجب قبل تحريك أي جهد إعلامي لإبرازه أن يرى الناس ثمارا يلمونسها في واقعهم اليومي..
الحفاظ على المشاعر الجنوبية العامة من الوصول لمرحلة اليأس مهمة كبيرة تعني الحفاظ على الجنوب من الوقوع في الفوضى والفراغ وهي مهمة لها علاقة مباشرة بأمن المنطقة واستقرارها..
ومهمة كهذه كبيرة من السطحية التعامل معها بالبهرجة الإعلامية السعودية ليست في حملة ترويج انتخابي بعدن والجنوب.
نتمنى أن يكون هناك تغيير حقيقي يؤدي للنجاح رغم أن اليأس قد استبد بنا من فشل استمر عشر سنوات وتعاظم منذ العام 2015.