ياسر اليافعي يكتب:
لماذا الانتقام من الجنوب يا تحالف ؟
اعتماد الرئيس هادي والتحالف على أدوات الفشل حذرنا منه منذ مرحلة مبكرة، وحذرنا من اعتمادهم على الأدوات الفاشلة والفاسدة والضعيفة، لذلك لم يحققوا نجاح في الشمال وعلى وشك خسارة ما حققوه من انتصارات في الجنوب .
لم يكفيهم انقاذ الحوثي عندما كان على وشك السقوط في الحديدة، بل تأمروا على كل صناع النصر وعلى الحاضنة الشعبية التي كان لها دور كبير في دحر الحوثي من الجنوب والوصول الى الحديدة، وذلك بسبب اعتمادهم على عناصر في الشرعية تعمل لصالح الحوثي واجندة إقليمية معادية للتحالف، وهمها الأول افشال التحالف من خلال اغراقه في فوضى المحافظات الجنوبية، بهدف تعطيل تحرير الشمال .
بات الحوثي اكثر قوة وما يسمى الشرعية تستنجد بالعالم لإنقاذ مأرب اخر معاقلها من السقوط وتستخدم ورقة النازحين عذر لمنع سقوطها، بعد ان استنزفت كل الدعم الذي قدم لها من قبل التحالف واستخدامها ايرادات مأرب وشبوة تحت ذريعة دعم ما يسمى جيش وطني، وهو الجيش الذي لم نرى له اي انتصار ضد الحوثي، وكان الانتصار الوحيد الذي حققه ارجاع شبوة الى الوراء عشرات السنوات، بعد ان حققت اهم انجاز في تاريخها من خلال السيطرة الأمنية الذي انجزته قوات النخبة الشبوانية خلال اشهر محدودة والذي كان يهدف الى الحفاظ على ثورة وسمعة المحافظة .
اليوم وبعد كل هذا الفشل يطرح السؤال نفسه هل سيحرر علي محسن وقواته صنعاء ؟
بكل تأكيد لا ومليون لا وهذا الامر بات من الماضي حيث تحول الخطاب من قادمون يا صنعاء، الى مناشدة للعالم لإنقاذ مأرب تحت حجة النازحين .
اذن لماذا التحالف وضع من الجنوب وانتصاراته وحاضنته الشعبية رهينة بيد علي محسن وفشله في الشمال ؟
لماذا يتم معاقبة ابناء الجنوب على فشل الشرعية في الشمال ؟
لماذا تريد هذه الشرعية الانتقام من الجنوب المنتصر من خلال اذلاله وقطع الرواتب والكهرباء عنه ولسان حالهم يقول اما موتوا قهر أو سمحوا للحوثي بالعودة وكلنا في الهواء سوا !
طبعاً اذلال الجنوب ليس مستغرب من قوى الشمال النافذة والفاشلة، ولنا تجربة معهم بغدرهم باتفاقية الوحدة واتفاقية العهد والاتفاق واجتياح الجنوب بالقوة واستعماره وتقاسم ثروته بين هذه القوى بحسب اعترافات علي محسن وعلي عبدالله والرئيس هادي نفسه !
بل ان علي محسن الأحمر كان ضد تحرير عدن في العام 2015 والجميع يعرف هذه الحقيقة .
والذي يستغربه المواطن في الجنوب تماهي التحالف مع فشل الشمال، ورضاه عن تعذيب أبناء الجنوب الذين انتصروا له خلال ثلاثة اشهر فقط، وقطعوا يد ايران عن اهم الممرات الدولية في العالم، وامنوا كل السواحل الجنوبية وصولاً الى الحديدة .
لماذا يراد من أبناء الجنوب ان يتحولوا شعبياً ضد التحالف العربي، بعد ان شكل صمودهم ودعمهم للتحالف ابرز عوامل الانتصار ..
هذا السؤال مطروح امام قيادة التحالف العربي !
واخيراً الناس في الجنوب وتحديداً في عدن تعبت وغياب الأمل يدفعهم الى التعبير عن غضبهم ومخاوفهم بالطرق التي يرونها مناسبة وخاصة ان الأمر وصل حد المساس بكرامتهم، بعد كل الانتصارات التي حققوها وبعد ان كان املهم في التحالف يعانق السماء، اليوم وبعد 6 سنوات من عاصفة الحزم يفتقدون ابسط مقومات الحياة ومنهم من مات قهراً وهو ينتظر راتبه .