ياسر اليافعي يكتب:
أولويات الجنوب القادمة !
الحرب في اليمن انتهت كل المؤشرات والتحركات تقول ذلك ..
القادم هي حرب سياسية وكل طرف سيحاول ان يحقق في السلام ما لم يستطيع ان يحققه في الحرب .
هذه المرحلة هي الأخطر بالنسبة لنا في الجنوب لذلك يجب التعامل معها بحذر شديد والاستعداد لها من مختلف النواحي.
هذه الاستعدادات تتمثل في التسريع في عملية الحوار الجنوبي الجنوبي “الجدي” مع كل المكونات والشخصيات الجنوبية وفق قاعدة الجنوب للجميع، وعلى القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية ان تكون عند مستوى المسؤولية، وتستجيب لدعوات الحوار وتكون جزء رئيسي منها.
في العام 2015 توحدت كل القوى الجنوبية وشكلت جبهة عريضة لمواجهة الحوثي وانتصرت عليه عسكرياً، ونأمل اليوم ان نرى جبهة سياسية جنوبية موحدة لمواجهة الحوثي لهزيمته سياسياً.
وبالتزامن يجب وضع رؤية سياسية واعلامية وامنية واضحة المعالم للفترة المقبلة يتم صياغتها بالاستعانة بالخبرات الجنوبية في مجال العمل الدبلوماسي والسياسي والأمني والعسكري والإعلامي.
والأهم يجب تحصين المجتمع من محاولات الاختراق التي ستتعدد صورها خلال المرحلة المقبلة وستكون اختراقات اجتماعية وسياسية ودينية وإعلامية وامنية، وتحصين المجتمع لن يتحقق إلا بتحقيق المصالحة الجنوبية الجنوبية ووضع خارطة عمل سياسية وعسكرية وامنية واعلامية، للتعامل مع المستجدات .
الأطراف التي سيتعامل معها المجلس الانتقالي خلال الفترة المقبلة كثيرة ومتعددة، منها اطراف جنوبية معارضة له، وأخرى شمالية المحسوبة على الشرعية، وايضاً الضغوطات الإقليمية والدولية، اضف الى ذلك المخاطر الحوثية، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، وهذه كلها متطلبات تحتاج عمل حقيقي وجاد .
وبما ان المرحلة تغيرت بشكل جذري والواقع فيها تبدل وتحول، يجب اعادة هيكلة القوات الامنية والعسكرية ولا سيما في العاصمة عدن ومن ثم باقي المحافظات، وتحويلها الى قوات وطنية من خلال تطعيمها بقوات جنوبية من مختلف المحافظات وفق معيار الكفاءة اولاً، ومرحلة المكابرة والادعاء بالوصاية على عدن لم تعد صالحة في المرحلة المقبلة، وايضاً مرحلة مش وقته كارثية ومخاطرها ستكون مؤلمة، لذلك إنجاز واصلاح هذا الملف بات ضرورة لا تحتمل التأجيل، لسد الثغرات الأمنية التي سيحاول الحوثي وغيره اختراقنا امنياً عبرها.
المرحلة المقبلة سيحاول العدو اختراقنا امنياً واجتماعياً من خلال نشر الفوضى في عدن وعودة عمليات الاغتيالات والتفجيرات والاستقطاب السياسي والاجتماعي .. هذه عناوين عريضة واكيد لها تفاصيل القيادة تعلمها جيداً، ونأمل ان تكون قد استعدت لمواجهة هذه التهديدات والتحديات .
واخيراً نتمنى ان نرى عمل مختلف عما كان خلال المرحلة الماضية، عمل يكون في الجنوب وتضحيات شعبة هي الرافعة الاساسية لتصرفاتنا واعمالنا وقراراتنا، عمل نحول في المحافظات الجنوبية الى نموذج في إدارة الدولة .