سعيد عبدالله بكران يكتب:

نقاط القوة لدى محافظ عدن

 محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس ليس ضعيفاً، لديه نقاط قوة كثيرة، منها انه متحرر من لعبة إدخال عدن في الصندوق المناطقي العفن التي أحكمت على المدينة من قبل ولعب عليها هادي ومن معه طيلة الفترة الماضية.

شخصية قادمة من خارج الإطار، من خارج الاعيب المناطقية، يحظى باحترام شعبي وجماهيري، شخص غير عسكري يتوفر له درجة توافق حتى داخل معسكر هادي الذي لا يقبل أحدا كسلوك يعتبره حقا من حقوقه..
والأهم انه جاء محافظاً لعدن كجزء من اتفاق بعد جولات عسكرية خلقت توازنا عسكريا بين طرفي الاتفاق في معارك شقرة، ولم يعين كاختيار خاص بالشرعية في توقيت يتعلق باحتياجها لأهداف متصلة بها..
مسنود بجهة سياسية هي المجلس الانتقالي الذي أصبح يعرف في المواقف الدولية والإقليمية كطرف رئيسي في المعادلة اليمنية وليس فقط في الجنوب.
والاتفاق الذي جاء بالمحافظ لملس أصبح مطلباً دولياً الحفاظ عليه ومنع أي تصرف يؤدي لإسقاطه بل وتحث كل الأطراف الدولية طرفي الاتفاق والوسطاء على تسريع استكمال باقي الخطوات..
المعادلات كلها التي جاءت بالمحافظ المحترم أحمد لملس داخلية مناطقية وسياسية وعسكرية وإقليمية ودولية مختلفة كلياً عن المعادلة التي جاءت بالمحافظ الشهيد جعفر وتلك التي عين على خلفيتها المحافظ عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي حالياً والمحافظ المفلحي والأستاذ أحمد سالمين.
يجب عليه فقط وعلى الانتقالي إدراك ذلك جيداً والعمل من خلال نقاط القوة هذه وغيرها وعدم السماح للشرعية ومن يقف خلفها تفريغ هذه النقاط من مضمونها.
لا يجب أن يعود المحافظ لملس لظروف وملابسات وظرف تعيين المحافظين السابقين وخاصة الوضع الذي تعين فيه الأخ عيدروس الزبيدي.. ولا يحبس نفسه في ملابسات طوتها أحداث كبيرة ومسيرة جهد وتعب ودم جنوبي ومثابرة وإصرار استمرت أعواما..
هو يمثل طرفا في اتفاق سياسي برعاية إقليمية وتأييد دولي وإسناد جماهيري محلي.
وهذا الاتفاق فرض التزامات متبادلة تجاه مدينة عدن التزم بها الطرفان فيما يخص عمل المحافظ والادارة العامة.
حماية نقاط قوته من سياسة التفريغ الذي عرفناه من شرعية هادي وداعميها طوال السنين الماضية.
وتدعيمها وتنميتها:
- اتصال مباشر بالناس الجماهير صانعة المعادلة الجديدة بصبرها وتضحياتها وتقديم همومهم أولاً واحتياجاتهم فوق كل اعتبار.
- تواصل صريح وواضح شفاف محترم وصلب مع الراعي الإقليمي للاتفاق.. وتفعيل الاتصال والتواصل مع التأييد الدولي لاتفاق الرياض وكل الأطراف أممية وغيرها.
- يجب أن يتحرر منصب محافظ عدن من قانون مجرد شخص يعينه هادي متى ما كان له مصلحة فيه ويقيله متى أراد.
لا أحد يطلب المستحيل، الكل يعلم حجم التحديات والمصاعب، والكل متفهم انها لن تحل بعصا موسى في يوم وليلة.
لكن المطلوب الأهم هو أن يمتلئ منصب محافظ عدن بنقاط قوته أمام الشرعية كطرف أقر بتعهدات والتزامات والراعي الإقليمي والمجتمع الدولي.
وقبل كل هؤلاء ان يمتلئ بشعبه وقاعدته الجماهيرية ويحافظ عليها من أي تآكل يبحث عنه المتآمرون الفاشلون.