نحو مجلس رئاسي مؤقت

 أكثر من عامين ومازال هادي يغط في سباته العميق ، واذا افاق بعد عصر كل يوم يقف ليلتقط انفاسه المثخنه ويغسل وجهه بماء لاينقطع من الحنفيه غير ابه بأهل مدينته "ابين" المنكوبة ولايستشعر فقرهم وجوعهم و إنعدام الخدمات في محافظته الأم ، ثم يتناول وجبة الغداء الدسمة وسط عائلة لا أحد فيهم جريح حرب أو تعرض لإصابة فالجميع خارج ساحة الحرب والمرض والفقر بل خارج اليمن.

تنتهي وجبة الغداء عصرا ليستعد وزبانيته للجلسات الخاصة واصدار قرارات التعيين والعزل والصرف ..الخ

يحيط بهادي أبناؤه أحدهم يبحث عن ثراء لايقل عن ثراء إبن عفاش والآخر أكثر إندفاعا وتهور فهو يرى الجنوب ملكية شخصية....

كما يلتف حول الدنبوع بين الحين والآخر نائبه علي محسن الأحمر وآخرون يبحثون عن مناصب جميعهم يشكلون خليط من المصالح والعلاقات النفعيه فالجميع يدرك بأنه لم يعد لهم قبول كافي بين اليمنيين ولذلك تفكيرهم ينحصر بالفيد بعيد عن الوطن .....

قضيتهم الشبة يوميه هي "ماذا أصبح يقال عنهم ومن سيرد بالصحف وكيف يأدبون فلان وكيف يشترون فلان وماهي معرقلات المدخول وكم إيراد اليوم ،وماذا عن ورقة تعيين فلان وقرار الدفع بفلان ومتى ستصرف إكرامية فلان ؟!

هولاء الدنابيع لا يعتقدوا ان القائد هو من يشارك في مقدمة الصفوف و أغفلوا أن التحالف لن يستمر في الحرب إلى مالانهاية وأن العالم له حسابات أخرى وأن الشعب له فعل عندما تشتد الأمور ..

لم يهتم هولاء أن حالة الفشل في النصر لجيش التباب الاخواني والإهمال المتعمد للمناطق المحررة المنتصره سيحسب عليهم وسيدفع بهم لحفرة ضيقة.

لم يعي الدنابيع أن العالم يراقب وأن الحاجة لمجلس رئاسي مؤقت أمرا يناقش في اروقه الدول الكبرى ، بل يبدوا أن الإعتراف بشمال "خاضع لصالح ومن الصعب تحريره من قناعته" وجنوب "رافض لصالح ورافض لهادي ومن الصعب إجباره على الخضوع" يدفع بالأمور نحو تشكيل "مجلس رئاسي مؤقت " فاعل وله ارتباط بالناس وليس مهاجرا محلقا في سماء الفيد والمنافع الشخصية .

كل هذا يضع هادي في خانه العزلة السياسية فهو غير فاعل وغير مجدي بالنسبة للقوى الدولية وللتحالف نفسه ، ومن الصعب أن يستمر الدنبوع وزبانيته في التحكم بمصير شعب وهم ينظرون اليه يتعذب ويتلظى من ابراج معاشيق العالية او قصور الرياض الفارهة .

*إعلامية جنوبية تقيم في باريس