محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

اليمن.. 21 سبتمبر يومٌ صنعهُ المؤتمر والاصلاح

في هذا العام كان التعاطي مع تأريخ 21 سبتمبر ذكرى سيطرة الحوثي على صنعاء قبل ست سنوات عام 2014 ، مجرد شتائم وتراشق اعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي بين انصار حزب المؤتمر وانصار حزب الاصلاح ، كل طرف يتهم الآخر انه من ساند الحوثي ولم يقف ضده .
ويتناسى الطرفان ان الجميع تورط في الوقوف مع الحوثي والجميع اصبحوا ضحيته .

حزب المؤتمر وحزب الاصلاح هما من اوصلا الحوثي إلى صنعاء ، وهما من صنع تأريخ 21 سبتمبر وهذه ادلتي على ما أقول .

كان صالح متقاسم السلطة مع حزب الاصلاح منذ عام 1978 سواءً بشكل ظاهر او غير ظاهر .
في عام 2002 حدث الخلاف بين صالح والاصلاح بسبب التوريث .
صالح كان يريد ان يورث نجله احمد للرئاسة بطريقة انتخابات ويظل التقاسم بالسلطة مع حزب الاصلاح قائم بالجانب العسكري والقبلي.
حزب الاصلاح اراد ازاحة صالح ورفض التوريث وكان هدفه الوصول للاستحواذ الكامل على الكعكة .
ومن هنا بدأ الخلاف .
صالح اتجه لتقليص الاصلاح من خلال الغاء المعاهد العلمية .
الاصلاح اتجه نحو محاربة صالح من خلال تشكيل اللقاء المشترك .
قطر كان لها دور من خدمة حزب الاصلاح لمحاربة صالح ، فقامت بدعم جماعة الحوثي لتعلن تمرداً على الدولة .
صالح نظر لجماعة الحوثي كوسيلة لاضعاف حزب الاصلاح عسكرياً كون محافظة صعدة تقع تحت نطاق الفرقة الاولى مدرع التابعة للاصلاح .
الاصلاح ايضاً استخدم الحوثي كوسيلة لاحداث قلاقل لاضعاف الدولة بما يحمل المسؤولية صالح ويحاربه كونه المسؤول الاول في البلد .
ساهم الاصلاح حينها بخدمة الحوثي إعلامياً من خلال الدعوة لايقاف الحرب وتأييد مظلوميته وكان الاصلاح يقيم الوقفات الاحتجاجية التضامنية مع الحوثي ويلقي الخطب التعاطفية معه في العديد من مساجد محافظات .
بالاضافة لتدخل قطر كوسيط لوضع حلول بين الدولة والحوثي بما يخدم بقاءه وتقويته بشكل أكبر مما كان عليه.

في عام 2011 ابان ما يسمى بثورة الربيع العربي ، تحالف الاصلاح مع الحوثي وسلم له محافظة صعدة عسكرياً ، من فتح المجال له للسيطرة على مركز المحافظة من قبل الالوية العسكرية التابعة لقيادة الفرقة الاولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية التي انضمت لما يسمى بثورة الشباب ووقف ضد صالح .
وكان الهدف من ذلك التسليم هو مشاركتهم سوياً في اسقاط صالح وتوحدهم ضده .

بعد تنحي صالح عن السلطة بدأ الخلاف بين الحوثي والاصلاح .، واتجه صالح نحو مساندة الحوثي ضد الاصلاح سواءً بشكل اعلامي او بموقف خفي .

عندما بدأ الحوثي يتوجه نحو صنعاء ، ادركت المملكة العربية السعودية ان سبب تقوية الحوثي يعود للخلاف بين صالح والاصلاح ، وان صد الحوثي عن صنعاء يتطلب حل الخلاف بين صالح ومحسن وتوحدهم في خندق واحد ضد الحوثي .
اراد الرئيس هادي ان يجمع بين صالح ومحسن للتسامح والتصافح بعد صلاة عيد الاضحى في جامع الصالح عام 2014 ولكن صالح رفض ذلك .

بعدها دخل الحوثي صنعاء وسيطر عليها ، وابتهج صالح بمبرر القضاء على الاصلاح ، وايضاً رحب الاصلاح بالحوثي من خلال قول وزير الداخلية الترب ان الشرطة والميليشيات اخوة وكان المفروض على الاصلاح ا ن يدافع عن صنعاء كونه داخل الدولة ويتولى قيادة الشرطة والامن والنجدة وعدة وحدات عسكرية ، ليتجه بعدها الحوثي نحو تعز ليواجهه وزير الدفاع الصبيحي الذي قاتل حتى وقع أسيراً بيد الميليشيات . وكان يفترض ان يقف وزير الداخلية الترب مثل موقفه عند وصول الحوثي صنعاء.

بعد سيطرة الحوثي على صنعاء اتجه نحو ملاحقة حزب الاصلاح واعضاءه وقياداته ليشردهم وينفيهم ، وبعدها بثلاث سنوات اتجه نحو حزب المؤتمر وقتل قيادته وشرد غالبيتهم .

الآن اعضاء حزب الاصلاح في مأرب وانصار صالح في الساحل .
كل طرف يتهم الاخر بالوقوف مع الحوثي ويحمله وزر ما حدث .
والحقيقة ان الطرفان يتحملان الوزر سوياً ، وكان الاحرى ان يعترفا بالخطأ ويتحدا ضد الحوثي .
وصول الحوثي لصنعاء كان بسبب اختلاف المؤتمر والاصلاح وتعاون كل طرف معه نكاية بالآخر.
وبقاء هذا الخلاف معناه بقاء الحوثي .
المؤتمر والاصلاح هما من يتحملا مسؤولية وصول الحوثي لصنعاء وهما من يتحملا مسؤولية تحرير اليمن من الحوثي كتكفير للذنب الذي اقترفاه بحق الوطن والجمهورية وثورة 26 سبتمبر.