محمد عبدالله القادري يكتب:
هل الحوثي ضد إسرائيل أم أسوأ منها؟
التصعيد الإسرائيلي في فلسطين بقدر ما هو مؤلم لنا كشعب يمني من خلال استهدافه لأشقائنا في فلسطين، فهو مؤلم لنا أيضا من خلال الوضع الذي نعيشه، حيث وضح لنا أننا نعيش احتلالا آخر في اليمن نعاني منه أكثر مما يعاني أشقاؤنا في فلسطين، إذ أن هذا التصعيد الإسرائيلي بمثابة تعرية كبيرة للحوثي في اليمن.
منذ أن قامت ميليشيات الحوثي بانقلابها على الدولة في اليمن، ادوشت رؤوس اليمنيين بشعار "الموت لإسرائيل" والدعوة للجهاد في سبيل الله، إلا أن هذا التصعيد الإسرائيلي في فلسطين كشف أن مليشيا الحوثي لم تأت بجديد تجاه القضية الفلسطينية سوى الكذب والخداع والمتاجرة السياسية والمادية بها.
إن كان الحوثي دعا للتبرعات.. فنحن منذ أن نعرف أنفسنا نقدم التبرعات لفلسطين، ولكن تلك التبرعات لم تحقق نصراً وفلسطين ليست بحاجة لتبرعاتنا بل الشعب اليمني الذي يعيش وضعاً مأساوياً بسبب انقلاب ميليشيات الحوثي، هو من يحتاج للتبرعات.
إن كان الحوثي شجب وندد بما يحصل بفلسطين، فالجميع يشجبون وينددون.
إن كان الحوثي سلط إعلامه في القنوات والمواقع تجاه هذه القضايا، فجميع القنوات الأخرى والإعلام يفعلون كذلك.
لو كان الحوثي ضد إسرائيل كما يدعي ويعتبر القضية الفلسطينية قضية رئيسية، لقام بسحب ميليشياته من الجبهات ووجهها نحو فلسطين، وبدل أن يستقبل خبراء من إيران وحزب الله وعناصر من الحشد الشعبي في العراق عبر ميناء الحديدة ليشاركوا في قتل اليمنيين، كان عليه أن ينطلق بميليشياته من ميناء الحديدة إلى العراق وسوريا وجنوب لبنان والتوجه لتحرير فلسطين.
لو كان الحوثي مجاهداً في سبيل الله، كما يدعي، وميليشياته مجاهدون كما يعتبر، لكف عن مقاتلة اليمنيين وإراقة دمائهم وتوجه نحو الجهاد الحقيقي في فلسطين.
اتضح جلياً أمام الشعب اليمني أن الحوثي لم يكن ضد إسرائيل، بل اتضح أيضاً أنه أسوأ من إسرائيل.
الاحتلال الإسرائيلي لم يحارب فلسطين حتى جعلها بلا خدمات وبلا رواتب وتوجه نحو فرض الجبايات.
ولكن الحوثي جعل اليمن بلا خدمات بلا كهرباء بلا رواتب.
طوال مدة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين لم يقتل من الفلسطينيين خلال ستين عاما مثلما يقتل الحوثي من اليمنيين خلال عام واحد.
هذا الكلام لا يعني أننا ندافع عن إسرائيل. وإنما لتوضيح أننا نعاني من الاحتلال الحوثي أكثر مما يعاني الشعب الفلسطيني من احتلال إسرائيل، وهذا يدعو الشعب الفلسطيني إلى اتخاذ موقف متبادل مع الشعب اليمني لا منخدع مع الحوثي. ومثلما يقف الشعب اليمني مع قضية وشعب فلسطين لاستعادة دولته وعاصمتها القدس وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يقف الشعب الفلسطيني مع القضية اليمنية واستعادة الدولة وعاصمتها صنعاء وتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني.