محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
عيد حوثي هو الأسوأ
العيد في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي الارهابية لا وجود له.
لا فرحة لا ابتسامة لا معايدة لا أجواء عيدية.
صار حال الناس سكارى وما هم بسكارى ، اجتمعوا من اجل ان يشكون حالهم لبعضهم بعضاً لا ليهنئون بعض ، ساد عليهم الحزن وكأنهم في مناسبة عزاء لا مناسبة عيدية.
يعد العيد مقياساً لمعرفة وضع الناس.
ومنذ قيام انقلاب ميليشيات الحوثي أنتقل وضع الناس من الأحسن إلى الأسوأ ، ثم اتجه نحو الانتقال نحو الأسوأ وكل عام وهو أسوأ من الذي قبله حتى صار هذا العام في المرتبة الأدنى والأسوأ من الاعوم الخمسة السابقة.
وحدهم أهالي عناصر ميليشيات الحوثي من ينعمون في العيد ويلبسون الجديد.
لأن من يعولهم يعمل مع الحوثي في السلب والنهب والقتل والارهاب ، بالاضافة لحصول كل عنصر حوثي ميليشاوي على مبلغ مائة الف ريال اكرامية .
تخيلوا عنصر حوثي متبردق او شخص حوثي حصل على دورة طائفية ثم اتجه يعمل في غرس المفاهيم الحوثية ، يستلم مرتب شهري باستمرار وتصرف له مائة الف اكرامية في رمضان ، بينما اي دكتور اكاديمي وموظف آخر لم يحصلون على رواتبهم منذ خمس سنوات.
رغم ان هناك معاناة يعيشها اليمنيون في المناطق المحررة وغير المحررة.
إلا ان المناطق المحررة تعتبر أحسن حالاً ، من حيث وجود مرتبات نوعاً ما ، ووجود بعض انشطة منظمات اغاثة ، ووجود عمل تكافلي ونشاط انساني ، ووجود دور لدول التحالف في تقديم المعونات وتخفيف المعاناة ،، مقارنةً بمناطق سيطرة الحوثي التي لا يوجد بها مرتبات لأن الحوثي لطشها وصادرها ، ولا يوجد بها عمل اغاثي للمنظمات بالشكل المطلوب لأن الحوثي اضعفه واعاقه بل واتفق مع المنظمات للمتاجرة به ، ولا يوجد عمل تكافلي لأن الحوثي فرض مبالغ كبيرة على التجار كجباية وزكاة ومجهود حتى لم يعدو يجدون ما يتصدقون ، ولا يوجد نشاط انساني لإيران المجردة أصلاً من الانسانية ولم تعرف او تقدم سوى الموت والخراب والارهاب والدمار والسلب والنهب ، فليس هناك مركز خامنئي للاغاثة أسوةً بمركز الملك سلمان ، ولا مؤسسة حسن نصرالله للأعمال الانسانية أسوةً بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان.
كل عام كانت أيام العشر الأواخر من رمضان تشهد ازدخاماً كبيراً في المدن والأسواق لشراء الملابس ومتطلبات العيد وتزداد حركة النقل عبر السيارات والدراجات النارية التي تنقل الناس من المدينة للريف.
لكن هذا العام لم يكن هناك اي ازدحام واصبحت المدن والاسواق بمناطق سيطرة الحوثي شبه مقفرة خلال ليالي العشر الأواخر وكأن ذلك الحال يصورها في ايام الفطر الأخرى ، واما اكثر وسائل النقل فتوقفت ، لأن صاحب الدراجة النارية لم يحصل على راكب ينقله من الريف للمدينة ويعود به من المدينة للريف.
حال الناس في مناطق سيطرة الحوثي يرثى لها ، وهذا الحال لن يقود للانفجار ضد الحوثي عبر اندلاع ثورة جياع ، لأن الناس اصبحت غير قادرة على الحركة ومن لا يستطيع الحركة يحتاج لأنقاذ أو سيموت.
ولأنقاذ الناس هناك حلان.
الأول ان يهاجر كل هؤلاء الناس من مناطق سيطرة الحوثي إلى المناطق المحررة ويتركون تلك المناطق للحوثي يعيش بها لوحده.
الحل الثاني ان يتم تحرير المناطق التي لم تتحرر ويتم تخليصهم من الحوثي.
ليس هناك أمام الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي لانقاذ هؤلاء الناس من المعاناة الا تحرير مناطقهم لتخليصهم من الحوثي ، او توفير لهم السكن والغذاء لينتقلوا جميعاً بنساءهم واطفالهم ورجالهم للمناطق المحررة ان لم يكن هناك توجه نحو التحرير ، اما بقاء الحال هكذا سيقودهم نحو الموت ، أو سيجعلهم يعيشون في سكرات ما بين الحياة والموت وهذا الأسوأ لا انهم ماتوا فاستراحوا أو عاشوا في حياة كريمة وتلك الحياة صعب ان تجدوها مع الحوثي لأن من يقود الناس نحو الموت لا يمكن ان يمنحهم الحياة الكريمة.