محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل الحوثي ضد إسرائيل أم أسوأ منها
التصعيد الإسرائيلي في فلسطين بقدر ما كان مؤلماً لنا كشعب يمني من خلال استهدافه لاشقاءنا في فلسطين ، كان أيضاً مؤلماً لنا من خلال الوضع الذي نعيشه الذي وضح لنا أننا نعيش أحتلال آخر في اليمن نعاني منه أكثر مما يعاني اشقاءنا في فلسطين ، فكان هذا التصعيد الإسرائيلي بمثابة تعرية كبيرة للحوثي في اليمن.
منذ أن وطأت ميليشيات الحوثي وقام انقلابها على الدولة في اليمن ، ادوشت رؤوس اليمنيين بشعار الموت لإسرائيل والدعوة للجها في سبيل الله ، ولكن هذا التصعيد الإسرائيلي في فلسطين كشف انه لم يأتي الحوثي في اليمن بجديد تجاه القضية الفلسطينية سوى الكذب والخداع والمتاجرة السياسية والمادية بها.
ان كان الحوثي دعا للتبرعات.
فنحن منذ ان نعرف انفسنا نقدم التبرعات لفلسطين ولكن تلك التبرعات لم تحقق نصراً وفلسطين ليست بحاجة لتبرعاتنا بل الشعب اليمني الذي يعيش وضعاً مأساوياً بسبب انقلاب ميليشيات الحوثي هو من يحتاج للتبرعات.
ان كان الحوثي شجب وندد في ما يحصل بفلسطين فالجميع يشجبون وينددون.
ان كان الحوثي سلط إعلامه في القنوات والمواقع تجاه هذه القضايا فجميع القنوات الاخرى والاعلام يفعلون كذلك.
لو كان الحوثي ضد إسرائيل كما يدعي ويعتبر القضية الفلسطينية قضية رئيسية ، لقام بسحب ميليشياته من الجبهات ووجهها نحو فلسطين ، وبدل ان يستقبل خبراء من إيران وحزب الله وعناصر من الحشد الشعبي في العراق عبر ميناء الحديدة ليشاركون في قتل اليمنيين ، كان عليه ان ينطلق بميليشياته من ميناء الحديدة إلى العراق وسوريا وجنوب لبنان والتوجه لتحرير فلسطين.
لو كان الحوثي مجاهداً في سبيل الله كما يدعي وميليشياته مجاهدون كما يعتبر لكف عن مقاتلة اليمنيين واراقة دماءهم وتوجه نحو الجهاد الحقيقي في فلسطين.
اتضح جلياً أمام الشعب اليمني ان الحوثي لم يكن ضد إسرائيل بل اتضح أيضاً انه أسوأ من إسرائيل.
الاحتلال الإسرائيلي لم يحارب فلسطين حتى جعلها بلا خدمات وبلا رواتب وتوجه نحو فرض الجبايات.
ولكن الحوثي جعل اليمن بلا خدمات بلا كهرباء بلا رواتب.
طيلة مدة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين لم يقتل من الفلسطينيين خلال ستون عام مثلما يقتل الحوثي من اليمنيين خلال عام واحد.
هذا الكلام لا يعني اننا ندافع عن إسرائيل وانما لتوضيح اننا نعاني من الاحتلال الحوثي اكثر مما يعاني الشعب الفلسطيني من احتلال إسرائيل ، وهذا ما يتطلب من الشعب الفلسطيني ان يتخذ موقفاً متبادلاً مع الشعب اليمني لا منخدعاً مع الحوثي ، ومثلما يقف الشعب اليمني مع قضية فلسطين لاستعادة دولتها عاصمتها القدس وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي يجب ان يقف الشعب الفلسطيني مع القضية اليمنية واستعادة الدولة وعاصمتها صنعاء وتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني.