محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

اتفاق حوثي اصلاحي على الانفصال وازاحة هادي

لماذا سلم حزب الاصلاح فرضة نهم ومحافظة الجوف للحوثي وسمح له التقدم لأطراف مأرب ؟
لماذا يتحد الحوثي والاصلاح في تسمية قوات التحالف العربي كأحتلال ويصعدان إعلامياً ضدها ؟
لماذا هناك نوع من التعاون الحوثي مع حزب الاصلاح في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي تتمثل من خلال تعيينه لعناصر اصلاحية ومحسوبة على في مواقع وظيفية كدرجة مدير عام وغيرها .

الجواب ان هناك تحالف بين حزب الاصلاح وميليشيات الحوثي ، وهذا التحالف هو وليد التحالف بين قطر وتركيا وإيران ، واي اتفاق حوثي اصلاحي في اليمن هو بالأساس اتفاق قطري إيراني تركي ، ولكن يا ترى ما هو الاتفاق بين الحوثي والاصلاح .

منذ بداية الحرب حتى الان وجد الحوثي نفسه غير قادر على السيطرة على الشمال والجنوب عسكرياً وعلى الشمال لوحده عسكرياً ايضاً ولن يستطيع الحصول على حصة النصف في اي حل سياسي بسبب وجود اطراف لها ثقلها عسكرياً وجماهيرياً متمثلة بجناح صالح والانتقالي ، وكذلك الاصلاح وجد انه ليس بمقدوره السيطرة على اليمن شماله وجنوبه عسكرياً بعد التحرير وعدم قدرته الحصول على نصف السلطة في حالة وجود حل سياسي بسبب ذاك الطرفان .

اتفق الاصلاح والحوثي على تقاسم اليمن بطريقة تضمن الجنوب للاصلاح والشمال للحوثي عبر انفصال يتم بعد ان يكون هناك حل سياسي للحرب حالياً .
ولتحقيق ذلك يجب ان يشترط الحوثي بما يخدم الاصلاح وأول الشروط هي ازاحة الرئيس عبدربه منصور هادي من الرئاسة ، ومعنى هذا الشرط هو انتقال الرئاسة لنائب الرئيس علي محسن الاحمر التابع للاصلاح كحل يشبه الحل السياسي في المبادرة الخليجية لأزمة 2011 ، وعندما يصبح رئيس الدولة بيد الحوثي والاصلاح هناك سيتم انقلاب على ذلك الحل بطريقة تشبه طريقة الحوثي عندما استخدم الجلوس في مؤتمر الحوار للتحاور وهو بنفس الوقت يستخدم طريقة عسكرية للتقدم على الارض حتى وصل لصنعاء ، إلا انه هذه المرة سيكون الحوثي والاصلاح بطريقة اقوى سياسياً وعسكرياً من حيث وجود رئيس يخدم الطرفين يمنح شرعية لتدخل تركي في اليمن شبيه بما يحدت في ليبيا وهنا تنتهي شرعية تدخل التحالف العربي وتتحول المعركة لتقدم الاصلاح للسيطرة على كافة الجنوب ويتقدم الحوثي للسيطرة على كافة الشمال ولم يعد بمقدور قوات الساحل والحماية الرئاسية والدعم والاسناد المواجهة والحماية.

كان الاتفاق بين الحوثي والاصلاح يقتضي تسليم مأرب للحوثي بطريقة تمكن حزب الاصلاح سحب قواته من الجوف ومأرب إلى شبوة بما يعزز قوته عسكرياً ويستطيع السيطرة على الجنوب بأكمله .
ولكن التحالف تنبه لهذا الاتفاق وعزز قواته إلى مأرب ودعم رجال القبائل بالاسلحة واوقف زحف الحوثي نحو مأرب .

لو نجح حزب الاصلاح بتسليم مأرب للحوثي كان سيسلم بعدها تعز .
بعد سيطرة الحوثي على مأرب وتعز لم يتبقى له سوى الحديدة ، وبعد سيطرة الاصلاح على شبوة والمهرة وسقطرى لم يتبقى له سوى عدن .
هنا سيأتي حل سياسي ينقل الصلاحية لرجل بيد الاصلاح او الحوثي سيلغي شرعية تدخل التحالف و يأتي بشرعية التدخل التركي وسيتوجه الحوثي بعدها للسيطرة على الحديدة بكاملها عسكرياً ويصبح مسيطر على كل الشمال ، وسيتجه الاصلاح للسيطرة على كل الجنوب وهنا ينقسم اليمن إلى دولة الخلافة في الجنوب ودولة الامامة في الشمال .

الواقع اليوم يفرض الحل العسكري لتحرير اليمن كامله للقضاء على مشاريع إيران وقطر ، ويفرض تحالف يجمع الرئيس هادي وجناح صالح والانتقالي ضد الحوثي والاصلاح ، ويفرض ايضاً التمسك بالرئيس هادي من قبل التحالف العربي وجناح صالح والانتقالي .
الانتقالي وابناء الجنوب يفترض عليهم الالتفاف خلف الرئيس هادي وايضاً ابناء الشمال .

ما نريده اليوم هو وحدة صف شمالي جنوبي خلف التحالف العربي والرئيس هادي ضد مشاريع قطر وإيران .
نقل المعركة إلى الجنوب والتراجع في جبهات الشمال ليس الا خدمة لتلك المشاريع .