صالح شائف يكتب:
الخطاب الرسمي للإنتقالي والموقف المطلوب !
الخطاب الرسمي للإنتقالي ينبغي أن يكون سياسياً ودبلوماسياً وتصالحياً مع الجميع؛ ومع التحالف العربي بشكل عام ومع المملكة العربية السعودية بشكل أخص؛ وفي ضوء ما لديه من حقائق ومعلومات ومعطيات وتفاهمات كذلك قد لا تكون معلنه أو لا يعلم بها الجميع بالضرورة ؛ وهو أمر تحكمه ضرورات عدة كذلك ؛ ومن أهمها بأن الجنوب قد أصبح شريكاً فاعلاً عسكريا مع التحالف؛ ناهيك عن ما تتطلبه مصلحة الجنوب العليا حالياً ومستقبلاً وفي إطار المصالح المشتركة وعلى قاعدة الوضوح الكامل والإحترام المتبادل للقرار المستقل والسيادة الوطنية الغير قابلة للمساومات وتحت أي ظرف كان؛ فشعبنا لديه من الكبرياء والكرامة الوطنية ما يكفي من الوسائل والقدرات للدفاع عن سيادته وكامل حقه وحقوقه ومستقبله؛ وأي نقد أو عتاب أو عدم رضى لسياسة التحالف ينبغي أن يطرح وبقوة ووضوح أمام القيادات المعنية من خلال الحوار واللقاءات المباشرة؛ وليس في مكان آخر أو عبر وسائل أخرى قد تأتي بنتائج سلبية !
وفي هذا السياق ينبغي على التحالف التفهم والإدراك الجدي لحالات الغضب وردات الفعل الشعبية ومشاعر الحنق وعدم القبول بسياساته القائمة التي تتسم بالتردد والغموض المخيف والمقلق لدى الجميع والتي بسببها تسود الشارع الجنوبي مثل هذه المشاعر؛ جراء ما وصل إليه الوضع العام من تدهور مخيف ومؤلم في حياة الناس في عدن والتي أصبحت جحيماً لا يطاق وعلى كل المستويات؛ وكذلك الحال في بقية محافظات الجنوب؛ ولم يعد بمقدور الناس الصبر أو قدرة على التحمل إن لم تتم المعالجات السريعة والإيفاء بالوعود والضمانات التي تلقاها محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس ؛ الذي بدأ بخوض معركة حقيقية في سبيل تحسين الخدمات ومحاربة غول الفساد المهول الذي زرعته وتدافع عنه الشرعية؛ وقد تؤدي الأمور للخروج عن السيطرة وفي أي لحظة وعلى نحو قد لا نتوقع نتائجه الكارثية !
ولذلك فإن الأمر يتطلب من الإنتقالي ومن بمقدوره من الجنوبيين أكانوا في إطار الشرعية أو خارجها؛ الوقوف معه وإلى جانبه في هذه الظروف؛ فقضية الجنوب مسؤولية الجميع وتهم الجميع أيضاً؛ وبشكل عاجل أن يضع وبجدية كاملة كل ذلك أمام التحالف وعلى أعلى المستويات ؛ ليتحمل مسؤوليته كاملة بعد أن أثبتت التجربة العملية بأن (الشرعية) تستخدم وعلى نحو ممنهج حرب الخدمات وقطع المرتبات والتهرب من تنفيذ إتفاق الرياض بهدف تحقيق مكاسب سياسية خاصة؛ وهي السياسة التي قد تمكن قوى الإرهاب التي يتزعمها الإسلام السياسي في اليمن وبجناحيه الحوثي والإخونجي من السيطرة الكاملة على الوضع في اليمن بشكل عام وبدعم قطري وتركي واضح وبما يخدم أجندة إيران في المنطقة؛ وأي تفسير غير ذلك لما يعتمل على الأرض إنما هو نوع من الخداع للنفس والرهان على أوهام لا تدعمها الحقائق؛ وستكون مآلات الأحداث والتطورات اللاحقة في غير صالح القوى التي تقف ضد مشروع الإنقلابيين في صنعاء؛ ولكل ذلك تبعاته وتداعياته الخطيرة على الجميع !