محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):

العنصرية قبر الحوثي الذي يحفره بيديه

ليس هناك أسوأ مما جاء به الحوثي من العنصرية العرقية.
لم يكن السبب الكبير الذي جعلني اكره الحوثي يعود لجرائمه وفساده وفشله ، ولكن العنصرية العرقية داخل المجتمع وتقسيمه لطبقات بين السيد والمسود ليكن الاول هو الحاكم الآمر الناهي ويكون الثاني هو العبد المحكوم المطيع .
العنصرية العرقية هي الطامة والجريمة الكبرى ، ولا يمكن ان اقف مع الحوثي واتقبله و لو جعلني في عيش رغيد وحارب الفساد وحقق الأمن وهو في نفس الوقت ينظر إليّ بنقص يعتقد فيه افضليته عليِّ عرقياً .
اكره العنصرية العرقية لسببين :
الأول : تفكيري في الواقع  الذي جعلني انظر ان الناس تساووا جميعاً في طريقة الخليقة والموت ،فخلقتهم  من نطفة ومكوثهم داخل بطون امهاتهم ، ولم يكن هناك صنف خلق من نطفة من ماء وصنف خلق من عسل وصنف خلق من بترول وصنف من ديزل وصنف من عصير ، وايضاً الناس سيموتون ولم يعد هناك اجسام  ستظل حية وعروقها تنبض ، ومادام ان عروق  كل اجسام الناس متساوية من حيث منبع الخليقة في البداية التي جعلها تتحرك وفي النهاية عبر الموت الذي يوقفها عن الحركة ، فتلك العروق كلها يجب ان تحيا متساوية ولا افضلية عرقية في الحياة لأحد على احد
السبب الثاني : عندما نظرت للشعوب التي تحضرت في العالم وجدت انها حاربت العنصرية في مجتمعها .
تقدم الغرب ودول اوروبا  يعود لمحاربة العنصرية العرقية المتمثلة في السود والبيض ، ولكن نحن مشكلتنا اكبر منهم فالعنصرية العرقية التي عندنا هي بين البيض انفسهم فهناك طبقة السيد وهناك طبقة  القبيلي وغيرها .

احترم كل المذاهب والطوائف والديانات بما فيها اليهودية والنصرانية ، ولديّ قناعة ان لا اتضايق من حرية المعتقد والديانة فلكلٍ حريته في ما يريد ، ما عدا الشيعة لا يمكن ان احترمها على الاطلاق ، والسبب ان الشيعة هي جماعة عرقية تقسم المجتمع على شكل طبقات عرقية وتفضل بعضهم على بعض ولهذا اعتبر فكرها ونهجها هو الاخطر على تقدم المجتمع واستقراره هي ومن على شاكلتها .

اي جماعة عرقية لا يمكن ان تنجح في حكم وتحقق التقدم والنماء والأمن والاستقرار ، ولا يمكن ان تظل مسيطرة في مجتمع ومقبولة عند البقية .
لم يقدم النظام الشيعي في إيران للشعب الإيراني سوى التجويع والمعاناة ، هو فقط يهمه السلاح ولا يفكر بشيئ غير ادوات القتل والتدمير والموت .
وكذلك ادوات هذا النظام في المنطقة العربية .

عندما أعلنت ميليشيات الحوثي قانون الخُمس الذي يفرض على بقية الشعب اليمني الذين لم ينتسبون للسلالة الهاشميه دفعهُ لتلك السلالة ، اعتبرت ذلك اقتراباً لنهاية ميليشيات الحوثي .
وذلك لأن هذا الاعلان كرس العرقية داخل المجتمع وأوجد الشعور السلبي لدى بقية اليمنيين الذين لم ينتموا للسلالة والذين وجدوا انفسهم مجرد عبيد عند تلك السلالة وخدم لا غير ، وهو الأمر الذي لن يقبلوه وسيتوحدوا ضده عاجلاً ام آجلاً .
ايضاً هذا الأمر سيولد الانقسامات الداخلية داخل السلالة الهاشمية نفسها ، حيث كل الأسر التي تنتمي للسلالة تريد نصيبها من الخُمس وهو الأمر الذي لن ترضى به قيادة السلالة بسبب انها تريد ان تسيطر عليه وتصادره لصالح قيادات معدودة وأسر قليلة جداً .

قيادة الميليشيات او السلالة الهاشمية لا تعتبر ان كل الاسر في اليمن التي تدعي بأنها هاشمية هي هاشمية بالفعل ، هي في الحقيقة  تعترف بهاشمية أُسر لا تتجاوز عدد الاصابع ، وانما هي تعترف ظاهرياً بهاشمية بقية الأسر وتسعى لتزوير انتساب بعض القبائل للهاشمية لتقوية نفوذها في المجتمع واستخدامهم في الدفاع عنها وبقاءها ،  وقانون الخُمس سيولد الصراع الداخلي داخل ميليشيات الحوثي  بسبب ان  تلك الأسر والقبائل المحسوبة على الهاشمية  لم تحصل على نصيبها .
سيكون الصراع سببه مادي وسيؤدي هذا القانون العنصري إلى توحد الناس الذين لم ينتسبوا للسلالة   ضد الميليشيات الحوثية وانقسام الميليشيات ضد بعضها مما ينتج عنه نهاية حكم للسلالة وقانونها العنصري .