محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
التحالف وقياس مستوى 3 جبهات في اليمن
يذهب البعض أو الغالبية أو الجميع ، لتفسير ما يحدث من تراجع لبعض الجبهات او توقف لبعضها ، بأنه ناتج عن رغبة التحالف العربي أو المخرج العسكري بعدم تقدم عملية التحرير والدعم للطرف الآخر بما يجعله يتقدم ويجعل عملية التحرير تتراجع من خلال تراجع بعض الجبهات للخلف.
لكني صرت اعتقد ان المرحلة السابقة كانت مرحلة قياس لمستوى الجبهات في اليمن ، عبر توقيف بعض الجبهات من التقدم في وقت تشتعل فيه جبهات اخرى .
اي عملية عسكرية في اي جبهة تقف بموقف الدفاع ضد الحوثي ولم تتقدم او تراجعت للخلف ولم يتم اسنادها بأشعال جبهة أخرى لتخفيف الضغط الحوثي عليها ، اعتبرها تمر بعملية قياس مستوى الاداء والقوة .
كل الجبهات في الساحل الغربي والضالع ومأرب والجوف والبيضاء وقعت تحت عملية قياس المستوى ، حتى الاحداث التي تحدث في الجنوب اعتبرها قياس للمستوى العسكري .
عملية قياس مستوى القوة العسكرية ، تتم في حالة بناء جيش في ظل وجود معركة عسكرية .
وفي حالة الاقدام على تنفيذ مهمة عسكرية هامة.
فالجيش المطلوب يمر بمرحلة الاعداد ثم قياس المستوى ثم الاعتماد والاستخدام للمهمة المطلوبة.
في واقعنا اليمني الذي يعيش معركة مواجهة مع ميليشيات الحوثي ، تم الاعداد لعدة وحدات عسكرية متوزعة في الجبهات الشمالية وفي الجنوب وكلها تم اعدادها وترتيبها وتدريبها في مرحلة ما بعد الانقلاب الحوثي ، وهذه القوة العسكرية هي قادمة على تنفيذ مهمة كبيرة تتمثل في تحرير صنعاء ، ويجب قبل قيام انطلاق عملية التحرير ان تمر كل تلك القوة والوحدات بمرحلة قياس المستوى للتأكد من بلوغ المستوى المطلوب ليتم التوجه نحو تحرير صنعاء بالشكل المطلوب عبر معركة حديثة فريدة في التأريخ العسكري.
أيضاً عملية قياس المستوى تتم في مرحلة ما قبل الدمج او الهيكلة لأي جيش ، فقبل الدمج والهيكلة يجب ان يكون مستوى كل جانب او وحدة او قسم متكافئ مع البقية بما يجعل الدمج والهيكلة لا تؤدي لضعف القوة العسكرية المجتمعة ، اما اذا تم دمج وهيكلة جانب قوي مع جانب ضعيف او وحدات قوية مع ضعيفة وتوحيدها ، فإن الجانب القوي يتفرق داخل الجانب الضعيف ويصبح الجيش كله ضعيفاً .
اليمن كمعركة واحدة ضد الانقلاب الحوثي تعتبر أربع جبهات .
الأولى : الجبهة الشرقية مأرب والجوف والبيضاء من اتجاه مراد قانية .
الثانية : الجبهة الوسطى او الجنوبية الضالع وتعز وأبين باتجاه البيضاء من اتجاه لودر مكيراس .
الثالثة : الجبهة الغربية في الساحل الغربي الحديدة.
الرابعة : الجبهة الشمالية في صعدة وحجة والحدود .
ثلاث جبهات الشرقية والغربية والوسطى او الجنوبية يجب ان تكون في المستوى المطلوب حتى يتم تحرير صنعاء بالمستوى المطلوب .
المستوى المطلوب يتمثل في التقدم السريع نحو التحرير وعدم التراجع للخلف والحفاظ المحرر وعدم خسارة جزء منه .
قياس مستوى الجبهة الشرقية مأرب الجوف خلال الفترة الماضية منذ بداية المعركة قبل خمس سنوات حتى اليوم ، اوضح ان التقدم لم يكن بالشكل السريع ولم يتم الحفاظ على كل التقدم .
تم التقدم حتى تحرير فرضة نهم وتم التراجع للخلف امام الحوثي حتى مفرق الجوف كما تم التراجع من جبهة قانية بالبيضاء حتى اطراف مأرب ليصل الحوثي لأطراف مراد .
خسارة الجوف قبل اربع سنوات وتم استعادتها وتحريرها وسقطت مرة اخرى والان تدور المعارك لاستعادتها .
الجبهة الجنوبية والوسطى كان التقدم سريع جداً لتحرير عدن ولحج والضالع.
وتوجه الحوثي نحوها مرة أخرى من اتجاه الضالع في فترة توقف جبهات الساحل بعامل اتفاق السويد ، ولكن الحوثي فشل في تحقيق اي تقدم خبير نحو الجنوب ، فقط سقطت الفاخر وقعطبة بسبب يعود لبعض وحدات عسكرية ولما اوكل الأمر للقوات القادمة من الجنوب تم استعادة الفاخر وقعطبة.
الجبهة الغربية كان تقدمها سريع في الساحل الغربي حتى اطراف مدينة الحديدة ، ومنذ توقفها بسبب اتفاق استوكلهوم حافظت على كل ما تحرر ولم تخسر شبر واحد ، وصدت كل المحاولات الحوثية المباغتة في الدريهمي وحيس وكسرت كل الزحف الميليشاوي الذي يحاول ان يعود بها للوراء .
من خلال قياس المستوى للجبهات الثلاث ، يتبين ان الجبهة الغربية تقديرها ممتاز وايضاً الجبهة الجنوبية او الوسطى ، اما الجبهة الشرقية تأتي في المركز الاخير ولم تكن بمستوى مطلوب .
وهنا يتطلب معالجة الخلل ومحاسبة التقصير وتصحيح الخطأ .