محمد عبدالله القادري يكتب لـ(اليوم الثامن):
دعو الحوثي يتقدم في الحديدة !!
خسارتان عسكرية وسياسية ستلحق بالحوثي ، في حالة قيامه بشن اي هجوم لخوض مواجهات مع القوات المشتركة في محافظة الحديدة .
الخسارة العسكرية تتمثل في خسارته الكثير من الموارد البشرية والعتاد العسكري التي ستُلاقي الحتف والتلف .
والخسارة السياسية ستكون على صعيد السياسة الخارجية من حيث خسارة اتفاق استوكلهوم.
كان اتفاق السويد بمثابة طعنة في ظهر معركة التحرير على مستوى اليمن بشكل كامل وليس على مستوى الحديدة فقط ، حيث ان نجاح هذا الاتفاق بخصوص الحديدة سيجعل هناك ابرام اتفاقات اخرى على غراره بخصوص محافظات أخرى في حالة تقدم التحرير نحوها كصنعاء وإب وغيرها ، وهو ما يحافظ على الحوثي مسيطراً في المناطق التي يسيطر فيها حالياً ، وعلى غرار تلك الاتفاقات المبرمة بشكل جزءي سيتم ابرام اتفاق شامل لانهاء الحرب يحفظ للحوثي تواجد عسكري وسياسي ومساحة على الارض ، او توقف الحرب نتيجة تلك الاتفاقات المجزءة بدون اتفاق شامل بما يقسم اليمن قسمين قسم مع الحوثي وقسم في المناطق المحررة التي ستتحول بعد هذه الاتفاقات اما لساحة توافق عبر حكومة تجمع كل الاطراف التي فيها ، او ساحة صراع داخلي بين اولئك الاطراف ، وهنا سيتم الانفصال بشكل تلقاءي ولكن ليس بين الشمال والجنوب ، انما بين المناطق المحررة وغير المحررة ، ولن تستطيع الاطراف في المناطق المحررة ان تخوض معركة لتحرير اي محافظة أُبرم بشأنها اتفاق برعاية دولية كون ذلك سيجعل المجتمع الدولي يقف ضدها ، إلا في حالة خرق ذاك الاتفاق من قبل الحوثي في الجانب العسكري .
التخلص من اتفاق استوكلهوم يجب ان يكون من خلال وجود اختراق حوثي للاتفاق عبر العمل العسكري على الارض ، حيث ان الجانب العسكري هو الأهم من بين بقية الشروط المتعلقة بالجانب الاداري والسياسي والاقتصادي وغيره ، فوجود الاتفاق كان لسبب وجود تقدم عسكري نحو تحرير المدينة وعلى أثر الاتفاق تم ايقاف القوات المشتركة بأطراف المدينة ، وخرق الاتفاق يجب ان يكون عبر وجود هجوم عسكري من قبل الحوثي ضد القوات المشتركة ، وهو ما يعني سقوط ذاك الاتفاق عسكرياً ، مما يطرح المجتمع الدولي امام الأمر الواقع من حيث عدم وجود أي مبرر للتمسك بهذا الاتفاق والوقوف مع الحوثي ضد اي تقدم عسكري لتحرير الحديدة .
تطبيق بقية بنود اتفاق استوكلهوم كتبادل الأسرى وفتح مطار صنعاء ، لا تعني التمسك بالاتفاق وبقاءه في حالة توجه الحوثي نحو الهجوم على مواقع القوات المشتركة في الحديدة واشعال المواجهة ، انما يعني وفاة ذاك الاتفاق ولا يمكن احياءه عبر تطبيق البنود الاخرى أو عبر توقيف المواجهات مرة أخرى . فمجرد الاختراق الحوثي ومحاولته دحر القوات العسكرية من اطراف مدينة الحديدة وبعض مديرياتها نحو الخلف ، يفترض على القوات المشتركة ان تتقدم للامام وتحرر كامل المدينة والمحافظة .