رحيل وجه تلفزيون عدن المشرق
رحلت الإعلامية المخضرمة الأستاذة فوزية باسودان بعد معاناة مع المرض ولايمكن لبصماتها البيضاء أن ترحل فلقد شكلت الراحلة منذ خمسينات القرن الماضي رقماً مهماً في مجال الإعلام المرئي من خلال عملها في تلفزيون عدن وتألقها عبر شاشته الصغيرة التي كانت انعكاساً لتجربة وطن وهموم شعب يطمح إلى العلياء .
ولئن كان تلفزيون عدن أقدم تلفزيون في الجزيرة العربية فإن الفقيدة باسودان واكبت انطلاقته وكانت من أهم رموز ريادته فتركت أثراً لا يمكن أن ينسى على مستوى اليمن والمنطقة، كما شكلت مع رفيقات لها في الإذاعة والتلفزيون والصحافة سرباً إعلامياً متميزاً ينثر في فضاءات بلادنا زهور متفتحة تتطلع لربيع لايعرف الانتهاء .. وترسخ قدرة المرأة على المشاركة الفعالة في صناعة المجد والخلود .
وبرحيل باسودان يفقد الوطن معلم من معالمه التي لا تغيب عن الذاكرة الجمعية ولاتغادر وطن لايزال بحاجة إلى مدرسة باسودان الإعلامية والأجيال التي تعلمت بها ولانزال تستقي من قيمها الجميلة .
إن الوطن وهو يشهد حالة الاحتضار القسري التي تفرض عليه يصاب بمقتل بفقد ذاكرته يوماً تلو الآخر و التي يمثلها القادة في مختلف المجالات وفي مجال الإعلام الذي كانت باسودان إحدى علاماته الفارقة وإني لأشعر بخسارة فادحة وبحزن بالغ لفقدها وغيابها ولا املك إلا الترحم على روحها الطاهرة و أن أنصح بالاهتمام بكل ما له صلة بها وبغيرها من القامات العظيمة ممن عظمت خسارتنا بهم في ظل صمت السلام وكلام الحرب ..
وداعاً فقيدتنا الغالية .. وداعاً وجه تلفزيون عدن المشرق فوزية باسودان وإنا لفقدك لمحزونون ولاحول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
الرئيس الجنوبي السابق.
علي ناصر محمد